في بيئة العمل، قد يبدو الاحتفال بعيد ميلاد أحد الزملاء لفتة بسيطة ولطيفة، لكنه غالبًا ما يكون محاطًا بالتساؤلات حول الحدود المهنية وحدود الزمالة، خصوصًا إذا كان الزميل من الجنس الآخر. هنا، تصبح الهدية، طريقة تقديمها، أو حتى مجرد الحضور، اختبارًا دقيقًا يتطلب الكثير من الذوق والحس الاجتماعي. لفهم قواعد الإتيكيت التي تضمن لك التصرف بشكل لائق ومهني وكيفية اختيار الهدية المناسبة، تحدثت “اليوم السابع” مع شريهان الدسوقي، خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية.
التوازن هو المفتاح
توضح خبيرة الإتيكيت أن قواعد الإتيكيت لا تشجع على المبالغة في الهدايا داخل بيئة العمل، فالهدف الأساسي منها هو التعبير عن التقدير والاحترام فقط، إذ قد تفتح المبالغة بابًا للتأويلات غير المرغوبة أو تضع الطرفين في موقف غير مريح.
وتنصح باختيار هدية رمزية ذات سعر متوسط، تجمع بين البساطة والذوق الرفيع، مثل دفتر أنيق، قلم بتصميم مميز، فنجان قهوة شخصي، شمعة عطرية فاخرة، أو نبتة مكتبية صغيرة، فهذه الخيارات توصل رسالة لطيفة ومحترمة دون تجاوز الطابع المهني.
الهدية الغالية قد تُفهم خطأ
تؤكد خبيرة الإتيكيت أن الهدية مرتفعة الثمن ليست دائمًا الخيار الأنسب، بل قد تُفسر أحيانًا بشكل خاطئ، خاصة بين زملاء من الجنسين أو عند وجود فارق في المناصب الوظيفية.
فالهدايا الباهظة قد تُفهم على أنها مجاملة شخصية أو محاولة لتقريب تتجاوز حدود الزمالة، مما يضع الطرف الآخر في موقف حرج، لذلك، توصي الإتيكيت دائمًا بالاعتدال والرمزية في الهدايا.
طريقة التقديم لا تقل أهمية
تضيف خبيرة الإتيكيت أن طريقة تقديم الهدية تعكس نيتك بوضوح، لذا احرص على التغليف الأنيق مع بطاقة صغيرة تحمل عبارات بسيطة ومهذبة، مثل: “عيد ميلاد سعيد” أو “كل التمنيات بعام ناجح”.
ويفضل تقديم الهدية في نهاية اليوم أو خلال استراحة قصيرة، بعيدًا عن الاجتماعات الرسمية أو اللحظات المهنية الحساسة، لتفادي أي لفت انتباه غير مرغوب فيه والحفاظ على أجواء العمل الاحترافية.
تجنب المقارنات والأسئلة المحرجة
تختتم خبيرة الإتيكيت نصائحها بالتأكيد على ضرورة تجنب الأسئلة أو المقارنات المتعلقة بقيمة الهدية، وكذلك عدم نشر صور الهدية على وسائل التواصل الاجتماعي، حفاظًا على الخصوصية والاحترافية.
وإذا كان الاحتفال جماعيًا، فالمشاركة في هدية واحدة باسم الفريق كله تعتبر أكثر لياقة، حيث تحافظ على الطابع المهني وتجنب أي حرج شخصي قد ينشأ.