
مقدمة
تواجه مدينة بعلبك، المعروفة بتاريخها العريق وثراء تراثها الثقافي، جدلاً ساخنًا حول قرار إقامة مهرجان ترفيهي داخل قلعتها الشهيرة. هذا الحدث أثار العديد من الانطباعات المتضاربة بين سكان المدينة والمثقفين المهتمين بإرثها الحضاري، الذين يرون في هذه الخطوة تعديًا على رمزٍ تاريخي يشهد على عراقة لبنان.
استياء الأهالي
عبرت مجموعة من سكان بعلبك عن استيائها من هذا القرار، مشيرين إلى أن القلعة ليست مكانًا مناسبًا لمثل هذه الفعاليات الترفيهية. وأوضحوا أن هناك العديد من الأماكن الأخرى في المدينة يمكن استغلالها لتنظيم الاحتفالات والمهرجانات دون حاجة لاستغلال المعالم التاريخية التي ينبغي احترامها وصونها.
تقول فاطمة، وهي إحدى سكان بعلبك، “القلعة ليست مجرد مبنى، بل هي جزء من هويتنا وتراثنا. ينبغي علينا الحفاظ عليها، وليس استخدامها كأداة لجذب السياحة.” إن هذه التصريحات تجسد قلق المجتمع المحلي بشأن كيفية الحفاظ على تاريخهم وهويتهم الثقافية من الاستغلال التجاري.
البدائل المتاحة
ما يجدر الإشارة إليه هو أن بعلبك تضم مجموعة من المساحات المفتوحة التي يمكن أن تحتضن الفعاليات الفنية والثقافية. فمثلاً، يمكن استغلال حدائق المدينة أو الساحات العامة، مما يسمح بتنظيم أنشطة ترفيهية دون التأثير السلبي على القلعة التاريخية. وبذلك، يمكن أن يظل التراث الثقافي محترمًا، في حين تجذب الفعاليات الجمهور بطريقة آمنة وملائمة.
أهمية الحوار
يبدو أن الحل يكمن في تعزيز الحوار بين الجهات المعنية، من سلطات محلية ومنظمين للفعاليات. يجب أن تعمل هذه الأطراف معًا لإيجاد توازن بين حاجة المدينة لجذب السياحة وتحقيق النمو الاقتصادي، وبين الحفاظ على تاريخها الثقافي. الطرح العادل والمفتوح قد يسهم في الوصول لحل يرضي جميع الأطراف.
الخاتمة
إن الجدل الدائر حول إقامة مهرجان في قلعة بعلبك يسلط الضوء على أهمية حماية التراث الثقافي في وجه التقدّم والتنمية. وبما أن القلعة تمثل جزءاً لا يتجزأ من الهوية اللبنانية، فإن الأجدر بالجميع البحث عن حلول تسهم في تعزيز هويتها دون الإضرار بمكانتها. فهل ستستجيب الجهات المعنية لصوت الأهالي وتعيد النظر في هذا القرار؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال.