
الصداع النصفي ليس مجرد ألم في الرأس، بل حالة عصبية مزمنة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وتتنوع أعراضه بين آلام نابضة، وغثيان، وحساسية مفرطة للضوء أو الصوت، وحتى هذه اللحظة، لا يوجد علاج جذري يضع حدًا نهائيًا له، لكن تتوفر عدة طرق علاجية قد تقلل من شدة النوبات وعدد مرات حدوثها، وتمنح المصاب تحكمًا أفضل في حياته اليومية.
خيارات العلاج: ما هو المتاح للمصابين؟
وفقًا لتقرير نُشر في American Migraine Foundation، هناك مجموعة من العلاجات المكملة والبديلة التي أظهرت نتائج واعدة في تخفيف الأعراض أو منع تكرار النوبات، وهي لا تهدف إلى “الشفاء” الكامل، بل إلى إدارة الحالة بشكل فعال.
أولاً: مكملات المغنيسيوم
المغنيسيوم معدن أساسي في الجسم، وقد لوحظ أن المصابين بالصداع النصفي غالبًا ما يعانون من انخفاض مستوياته. استخدام مكملات المغنيسيوم بجرعات مناسبة – خاصة سترات المغنيسيوم – يمكن أن يقلل من تكرار النوبات، لا سيما تلك المرتبطة بالتغيرات الهرمونية الشهرية.
لابد من استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات أمر ضروري، لتفادي أي تفاعل دوائي.
ثانيًا: الوخز بالإبر والضغط على النقاط الحيوية
بعض المرضى يلجأون إلى الطب البديل مثل الوخز بالإبر أو تدليك نقاط الضغط في الجسم، وخاصة تلك الموجودة في الرقبة واليدين. تُشير بعض التجارب إلى أن هذه الطرق قد تساعد على استرخاء الجهاز العصبي وتقليل الألم، بشرط أن يُمارسها مختص محترف.
ثالثًا: العلاج بالضوء الأخضر
ربما يبدو الأمر غريبًا، لكن الدراسات تشير إلى أن التعرض لضوء أخضر منخفض الشدة يمكن أن يقلل من شدة نوبات الصداع النصفي لدى بعض المرضى. يتم ذلك عبر مصابيح خاصة لا تصدر إشعاعات تؤدي إلى تفاقم الحالة.
رابعًا: النشاط البدني المنتظم
ممارسة الرياضة، وخاصة التمارين الهوائية مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة، تُساهم في تحسين تدفق الدم وتقليل التوتر – وهما عاملان مرتبطان بنوبات الصداع النصفي. دراسة حديثة نشرت في 2019 أثبتت أن الالتزام ببرنامج رياضي خفيف قد يُقلل من عدد النوبات الشهرية.
خامسًا: تقنيات الاسترخاء والارتجاع البيولوجي
من الطرق الحديثة في السيطرة على الصداع النصفي الاعتماد على “الارتجاع البيولوجي”، وهي تقنية تساعد الشخص على مراقبة المؤشرات الحيوية لجسده، مثل معدل ضربات القلب وتوتر العضلات. عند تعلم كيفية الاستجابة لهذه المؤشرات، يمكن للفرد تقليل تأثير التوتر، الذي يُعد محفزًا رئيسيًا للنوبات.
الاستشارة أولًا
كل مريض يختلف عن الآخر. لذلك، لا يمكن تعميم علاج واحد على الجميع. التحدث مع طبيبك المختص أمر أساسي قبل البدء في أي نوع من هذه العلاجات – سواء كانت مكملات غذائية، أو تقنيات بديلة، أو تغييرات في نمط الحياة.