
في تحول لافت في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “داتا غارديانز نتوورك” عن إغلاقها لجولة تمويل بقيمة 5 ملايين دولار. وقد تم تمويل هذه الجولة عبر شراكة مع رجال أعمال وجهات متخصصة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتطوير تقنيات تعتمد على مدخلات أخلاقية.
شراكة استراتيجية لضمان الابتكار
جاءت هذه الجولة بتمويل مشترك من رجل الأعمال السعودي حمود الرميان، وشركة “دروب قروب” التي تركز على تقديم بنية تحتية لويب 3، بالإضافة إلى “هب كالتشر” الرائدة في عالم العملات المشفرة. هذه الشراكات تُجسد التوجه نحو بناء منظومة تكنولوجية تحافظ على معايير أخلاقية عالية، وتحول مدخلات البيانات إلى أدوات تدريب فعالة تدعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
طموحات في تعزيز الشفافية والمصداقية
تشير جوهانا كابيلدو، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية للشركة، إلى أن “الذكاء الاصطناعي اليوم ليس ذكياً بحد ذاته، بل يعتمد على التنبؤات”. وتؤكد أن السياق والوعي والمصداقية هي مفاتيح رئيسية لتحقيق تقدم في هذا المجال. وهذا يعكس قلقها وتوجهها لضمان أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تُستخدم بشكل مسؤول.
مكافآت للمستخدمين بعملة “يو إس دي تي”
ضمن سياق هذه الاستراتيجية، أعلنت الشركة أن المستخدمين الذين يساهمون في البيانات سيحصلون على مكافآت بعملة “يو إس دي تي” المستقرة. هذا الابتكار ليس فقط خطوة لتعزيز مشاركة المستخدمين، بل يُعتبر أيضاً دعماً لفكرة التحول الرقمي الموجه نحو الأفراد، حيث يجمع بين الربحية والمكافآت العادلة.
بناء اقتصاد رقمي متوازن
حمود الرميان، في سياق تأكيده على أهمية هذا الاستثمار، أشار إلى أن السعودية تتحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي والابتكار. واعتبر أن التركيز يجب أن يكون منصباً على بناء بنية تحتية ترتكز على الأخلاقيات والعدالة. الرميان يرى أن هذه الخطوات تتماشى مع رؤية السعودية 2030، حيث يتطلع إلى اقتصاد رقمي أكثر شمولاً.
تحديات البيانات والأخلاقيات
وفي حديثه عن قضايا القطاع، انتقد فيصل المنيعي، رئيس مجلس إدارة “دروب قروب”، الدعوات القضائية الضخمة التي تواجه صناعة الذكاء الاصطناعي بسبب استخدام بيانات غير مرخصة. وقد أعرب عن أمله في أن تُسهم “داتا غارديانز نتوورك” في حل هذه المشكلات عبر إنشاء محرك بيانات مُرمز وقابل للتدقيق، يعزز الشفافية الأخلاقية في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.
خلاصة
إن استثمارات مثل استثمار “داتا غارديانز نتوورك” تُظهر كيف يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دوراً حيوياً في تشكيل المستقبل الرقمي. من خلال تعزيز المبادئ الأخلاقية والشفافية، لا يسعى المُبتكرون فقط لتقديم تقنيات جديدة، بل يعملون على حماية المصلحة العامة وتحفيز البنية التحتية اللازمة لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي.