سلوكياتنا على الطريق أثناء قيادة السيارات لا تعطي فحسب مؤشرًا عن مدى احترافيتنا في القيادة، بل تحمل أيضًا انعكاسًا لشخصية الإنسان وطريقة تعامله مع الآخرين، فكما نلتزم بقوانين المرور من أجل السلامة، هناك أيضًا عادات صغيرة قد تترك أثرًا كبيرًا على من يشاركنا الطريق. توجد مجموعة من العادات المرورية التي يُجمع أغلب الناس على كراهيتها، وهي تكشف الكثير عن شخصية السائق وسلوكه، فوفقًا لأبحاث متزايدة في مجال علم نفس المرور، يمكن التعرف على ملامح مهمة من شخصية الإنسان من خلال أسلوب قيادته وسلوكه خلف المقود. وفيما يلي، سنستعرض أكثر عادات القيادة إزعاجًا للناس ودلالاتها النفسية، وذلك بالاستناد إلى ما ذكره موقع “Yourtango”.
عدم التوقف لعبور المشاة
عندما لا يتوقف السائق للمشاة على ممر العبور، فإن هذا السلوك غالبًا ما يشير إلى شعوره بالاستحقاقية، أو اعتقاده بأن وقته أهم من وقت الآخرين، وقد كشفت دراسة من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن أصحاب السيارات الفاخرة كانوا أقل التزامًا بقوانين المرور مقارنة بأصحاب السيارات العادية، وهو ما يعكس ميلًا نحو الاستعلاء أو التشتت.
تجاهل أحقية المرور
غالبًا ما يُظهر الأشخاص الذين يقودون سيارات فاخرة سلوكًا يوحي بأنهم أكثر أهمية من غيرهم، وقد أثبتت دراسة أجريت عام 2023 أن احترام حق المرور يرتبط بشكل مباشر بالسلوك الإيجابي على الطريق، في حين أن تجاهل هذا الحق يؤدي إلى زيادة السلوك العدواني.
عدم التلويح بالشكر عند السماح بالمرور
تُعد حركة اليد البسيطة لشكر سائق آخر تعبيرًا عن التقدير والاحترام المتبادل، أما السائق الذي يتجاهل هذه اللفتة، فيميل إلى إظهار سوء الذوق والتصرف بأنانية، وهي سمة قد لا تقتصر على تعامله على الطريق فحسب، بل تمتد إلى تعاملاته اليومية خارج السيارة أيضًا.
عدم إفساح الطريق للإسعاف
إن عدم إفساح الطريق لمركبات الطوارئ مثل سيارات الإسعاف، الشرطة، أو سيارة الموتى، لا يُعد مخالفة قانونية فحسب، بل يكشف أيضًا عن نزعة نرجسية واضحة لدى السائق، فقد لا يلاحظ بعض السائقين أصوات سيارات الطوارئ بسبب التشتت، أو قد يظنون أنهم غير معنيين بالالتزام بالقانون.
إغلاق التقاطعات
عندما تتكدس السيارات في الأمام ويتعمد السائق دخول التقاطع، فإنه يعيق حركة المرور للجميع، وقد أظهرت دراسات بيركلي أن هذه العادة أكثر شيوعًا بين سائقي السيارات الفاخرة، مما يعكس قلة احترام للوقت العام ومساحة الطريق المشتركة.
التوقف المفاجئ
قد ينجم التوقف المفاجئ عن الاستعجال أو ضعف تقدير المسافات، ولكن تكرار هذا السلوك يدل على سوء إدارة للوقت وغياب الحس المروري السليم، مما يعرض الآخرين للخطر.
عدم استخدام الإشارات
باستثناء الطرق الخالية تمامًا، يُعد عدم استخدام إشارات السيارة عند تغيير المسار أو الاتجاه مخالفة قانونية واضحة، كما أنه علامة على التشتت أو الشعور بالاستعلاء وقلة الاكتراث بسلامة الآخرين على الطريق.
الشتائم أو الإيماءات العدوانية
أشارت دراسات من جامعة ولاية أوهايو وجامعة لوكسمبورغ إلى وجود علاقة قوية بين النزعة النرجسية والسلوك العدواني على الطريق، والذي يتجلى في أفعال مثل التهكم، السرعة الزائدة، تجاوز الخطوط الفاصلة، والتهور أثناء القيادة.