
في موقف يعكس التواطؤ الإعلامى والسياسى، سلطت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الضوء على المظاهرات التي نظّمتها “الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطينى” – أحد أفرع جماعة الإخوان – أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، مطالبة بفتح معبر رفح ووقف العدوان على غزة.
ورغم الإدانات الواسعة التي صدرت من شخصيات وهيئات فلسطينية لهذه التظاهرة، واعتبارها إساءة متعمدة تتجاهل جهود مصر المتواصلة لتخفيف معاناة سكان القطاع، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، خصصت تغطية موسعة للمظاهرة، مشيرة إلى أن المشاركين رفعوا شعارات تهاجم مصر وتتهمها بالتواطؤ فى “الحصار المفروض على غزة”. كما لفت التقرير إلى مشاركة نشطاء يهود فى هذه التظاهرة.
وسخر رواد مواقع التواصل الاجتماعى من موقف الحركة الإسلامية الذى ترك إسرائيل بكل أفعالها الإجرامية فى الفلسطينيين وأنكروا دور مصر التاريخى فى الوقوف بجانب القضية الفلسطينية، ليقفوا ويهتفوا ضد مصر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب بحماية من الاحتلال الإسرائيلى.
ونشر أحد المغردين قائلا ” مصر دخلت المساعدات، وضغطت على العالم ليعترف بدولة فلسطين، فإسرائيل جابت شوية خرفات من الاإخوان اللى بيشتغلوا عندها، وخليتهم يهتفوا ضد مصر قدام سفارة مصر فى تل أبيب، طل ما تهاجموا نتنياهو؟ ولا الأوامر مش كده ؟”.

إخوان خائنون

إخوان خائنون
وفى تغريدة أخرى، قال أحد المغردين على حسابه ” لما بنقول الإخوان عملاء لإسرائيل، فهذا ليس شعارا أو ترند ولا مجرد كلام، إنما حقيقة، الإخوان والصهاينة أهداف واحدة”.
في السياق نفسه، واصلت حركة حماس والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان دعواتهما للتظاهر أمام السفارات المصرية في الخارج، والدعوة لحصارها، متجاهلين في الوقت ذاته السفارات الأمريكية والإسرائيلية، وتجنّبهم التظاهر أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المسئول المباشر عن العمليات العسكرية في غزة، فضلًا عن غياب أي احتجاجات أمام وزارة الدفاع أو الكنيست الإسرائيلي، ما يفضح النوايا الحقيقية وراء هذه الحملات ويؤكد حالة التضليل التي تمارسها الحركة بشأن أسباب العدوان على القطاع.
من جانبهم، أعرب عدد من الخبراء الفلسطينيين المتخصصين فى الشئون الإسرائيلية عن استغرابهم من سماح السلطات الإسرائيلية للحركة الإسلامية – المحظورة بزعامة رائد صلاح – بالتظاهر بهذا الشكل أمام السفارة المصرية. واعتبر هؤلاء الخبراء أن وجود قوات أمن إسرائيلية تؤمن المتظاهرين أمام السفارة يعكس حجم العلاقة المتشابكة بين الاحتلال وبعض قادة هذه الحركة.