
قيود الإعلام الإسرائيلي: أهداف وتحليل
تحكم الرواية الرسمية
أكد هشام البقلي، الباحث في الشؤون العربية والدولية، أن الفترة الأخيرة شهدت تشديدًا للقيود الإسرائيلية على دخول مراسلي وسائل الإعلام إلى قطاع غزة. وطبقًا لملاحظاته، يبدو أن الهدف الرئيسي من هذه القيود هو فرض الرواية الرسمية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالاستهدافات التي تقوم بها قوات الاحتلال على المدنيين والبنية التحتية. التشديد على عدم تصدير المشاهد التي تُدين هذه العمليات، وخاصة تلك التي تتضمن مقتل الأطفال والنساء وكبار السن، يعكس سعيًا لتجنب إثارة التعاطف الدولي.
المناورة السياسية والمساعدات الإنسانية
تناول البقلي قضية تأخير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرًا إلى تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من المسؤولية عن ذلك. وقد أوضح أن هذا التنصل يحمل أبعادًا سياسية؛ حيث يعمل نتنياهو على تجنب مناقشة التجويع المتعمد للمدنيين على المستوى الدولي. ويظهر الانقسام داخل حكومته في مواقف متناقضة بين مؤيدين لفرض الحصار من اليمين المتطرف وبعض الجهات الأمنية الرافضة له. هذا الاتجاه المتناقض، وفقًا للبقلي، يهدف إلى الحفاظ على المساعدات المالية والدعم الدولي لإسرائيل.
تداعيات الضغوط الدولية
رصد الباحث أيضًا تأثير الضغوط الدولية على نتنياهو، مشيرًا إلى أن الغرب أصبح غير متقبل للصور التي تُظهر آثار التجويع والمرض في غزة. وفي هذا السياق، يسعى نتنياهو إلى التبرؤ من هذه الجرائم، مدركًا أن مثل هذه المشاهد قد تؤثر سلبًا على الدعم الغربي. يُظهر ذلك، كما يعتقد البقلي، أن الحكومة الإسرائيلية تُدرك أهمية الصورة العامة في استراتيجياتها السياسية.
العلاقة مع الإدارة الأمريكية
وفي حديثه عن العلاقة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أكد البقلي أن ترامب بدأ يواجه صعوبة في دعم نتنياهو أمام الضغوط المتزايدة. التصريحات الأخيرة التي تدل على عدم علم ترامب ببعض تحركات نتنياهو تعكس حجم الضغط الذي تعيشه الإدارة الأمريكية، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالتجويع والمشاهد التي يراها العالم.
يبدو أن هذه الأحداث تُعكس تداخلًا معقدًا بين السياسة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، وتأثير ذلك على الوضع في غزة وعلى المساعدات الإنسانية اللازمة.