مع حلول صوم السيدة العذراء مريم فى الأول من أغسطس من كل عام، للأقباط الكاثوليك والسابع من أغسطس للأقباط الأرثوذكس، يبدأ الملايين من الأقباط فى مصر والمهجر فترة روحية مميزة تمتد لمدة 15 يومًا، يتخللها الصوم والصلاة والنهضات الروحية داخل الكنائس والأديرة، إلا أن هذا الصوم يحمل طابعًا نسكيًّا خاصًا، تحرص فيه الكنيسة على الالتزام بعدد من الممنوعات الروحية والغذائية والسلوكية، التى تعين الصائم على نقاوة الجسد والنفس معًا.
لا لحوم ولا ألبان ولا بيض.. صوم نباتى بالكامل
ويُعد صوم العذراء مريم من الأصوام التى يلتزم فيها الأقباط بالامتناع التام عن كل المنتجات الحيوانية، وهو ما يشمل اللحوم، والدواجن، والبيض، ومنتجات الألبان مثل الجبن واللبن والزبد، ويُعرف هذا الصوم بـ”الصوم النباتى الكامل”.
وفى بعض الحالات، يلتزم المؤمنون بما يُعرف بـ”الصوم الانقطاعي”، وهو الامتناع عن الطعام والشراب حتى فترة الظهر أو العصر، قبل تناول وجبة نباتية بسيطة.
لا طقوس زفاف ولا احتفالات دنيوية
ومن الممنوعات التى توصى بها الكنيسة أيضًا خلال صوم السيدة العذراء الامتناع عن إقامة حفلات الزفاف أو أى مظاهر احتفال دنيوية داخل الكنائس أو البيوت، وذلك احترامًا لقدسية الفترة، وتفرغًا للتوبة والتأمل فى حياة العذراء مريم.
وتركز الكنيسة دائمًا على أن الصوم لا يقتصر على الطعام فقط، بل يشمل صوم اللسان والقلب والحواس. لذلك من أبرز ما يُمنع خلال فترة الصوم أيضًا:
الغيبة والنميمة وإدانة الآخرين والحديث الباطل والتعلق الزائد بوسائل التواصل الاجتماع، وتدعو الكنيسة إلى استبدال هذه الأمور بالقراءة الروحية، وحضور القداسات، وقراءة الإنجيل، وممارسة سر الاعتراف والتناول.
الكنيسة: صوم العذراء تدريب روحى لا حرمان جسدى
وتُشدد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن صوم السيدة العذراء ليس حرمانًا من الطعام، بقدر ما هو فرصة لتقوية العلاقة مع الله، والتأمل فى سيرة القديسة مريم، التى عاشت حياة النقاء والخضوع الكامل لمشيئة الله.
وتشهد الكنائس خلال هذه الفترة نهضات روحية يومية، تشمل التراتيل، والعظات، ورفع بخور العشية، مما يجعل هذه الفترة من أكثر المواسم الروحية شعبية وعمقًا بين الأقباط.