«تحديات تقييم الأداء في المؤسسات» أزمة التقييمات

الحل هو التوازن: دعوة لإعتدال منظومة الواجبات والامتحانات لصحة أبنائنا النفسية.. وإتمام الفائدة المرجوة من التعلم

تتسم البيئة التعليمية في المدارس حاليًا بالتوتر والقلق المستمرين، نتيجة الأعباء الدراسية الكثيفة، وعلى رأسها التقييمات المتتابعة التي تثقل كاهل الطلاب، فهل اختبار واحد يكفي لتحقيق الأهداف؟، يعاني الطلاب وأولياء الأمور من دوامة لا تنتهي من الضغوط المتزايدة…

هل فعلاً يضع النظام الحالي الطلاب والمدرسين تحت ضغط هائل لا يتناسب مع طبيعة نموهم وحاجتهم للتوازن؟، أين متعة التعلم؟، وهل تتوافر الفرصة الكافية لشرح الدروس أو القيام بأنشطة تعزز العلاقة الصحية بين الطلاب والمدرسة؟، لم يعد الهدف هو الفهم والاستيعاب بل مجرد تنفيذ كميات هائلة من الواجبات المدرسية والتقييمات الأسبوعية أو الشهرية، مما يجعل الدراسة عبئًا ثقيلًا يفتقد الطلاب معه متعة التعلم والشغف بالمعرفة، فهذه الضغوط تؤثر سلبًا على صحة الطلاب النفسية وأجواء الحياة الأسرية.

وقت الحصة الدراسية بالكاد يكفي لتغطية الدروس، ويصبح التركيز على إنهاء الإجراءات الإدارية والاختبارات القصيرة، بدلًا من تقديم الشرح العميق والمناقشات الجادة، مما يؤثر على جودة التعليم الأساسي بالفصل، للأسف، يعمد الكثيرون للاعتماد على الدروس الخصوصية نتيجة ضعف الشرح في الفصول، مما يجبر أولياء الأمور على ذلك لتعويض قلة الفهم.

نعي أن ما تسعى له وزارة التربية والتعليم، رغم تلك السلبيات، هو تحسين الأداء وتوجيه الطلاب، مثل متابعة التحصيل المستمر واكتشاف نقاط الضعف مبكرًا، لكن التقييم يحتاج للتوازن، فلا يمكن تحقيق جميع الأهداف دفعة واحدة.

أمام هذه التحديات، ينبغي على وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في آلية التنفيذ داخل الفصول لضمان تحقيق الأهداف دون إرهاق الطلاب والمعلمين، مثل تقليل عدد الواجبات والتقييمات، ومراجعة التقييمات بشكل جذري، والاكتفاء بعدد يعد معقولاً لتحقيق المتابعة دون جهد زائد على الأطراف المعنية.

كما يجب تحويل الواجبات المنزلية إلى مراجعة وتطبيق، بحيث تعزز الفهم بدلًا من أن تكون عبئًا يوميًا يستنزف طاقة الطلاب، ومن الضروري أيضًا تخفيف المناهج الدراسية لزيادة مساحة الفهم والنقاش داخل الفصول، مما يسمح للطلاب بالتفاعل وتطبيق المهارات بشكل أفضل بدلًا من التركيز على الحفظ والتلقين.

ختامًا، يجب أن يتمحور هدف التعليم حول بناء إنسان متوازن نفسيًا ومتعلم بوعي، وهذا يتطلب نظامًا تعليميًا ناجحًا يمنح الطالب حقه في التعلم بكل متعة، ويفتح أمامه آفاق النمو العقلي والنفسي.