
لا يبدو الجلوس لفترة طويلة في الحمام أمرًا مثيرًا للقلق عند النظرة الأولى، لكن عند النظر لبعض العوامل المتعلقة بهذا السلوك، قد تتضح دلائل مهمة على وجود مشاكل صحية في الجهاز الهضمي أو تأثيرات نفسية غير مرئية.
حسبما ذكر تقرير نشر في موقع Health، فقد أظهر استطلاع رأي شمل بالغين أمريكيين أن نحو 47٪ من جيل الألفية و51٪ من الجيل z يقضون أكثر من ست دقائق في المرحاض خلال عملية التبرز، في حين كانت هذه النسبة أقل بكثير لدى الأجيال الأكبر سنًا.
ورغم أنه لا مدة محددة يُفترض قضاؤها في الحمام، إلا أن هناك توجهًا عامًا يشير إلى أن خمس دقائق تُعد زمنًا مقبولًا لإتمام الإخراج. إذا استغرقت العملية وقتًا أطول، يُفضل تأجيلها والعودة لاحقًا، بدلًا من الضغط المفرط أو البقاء على المرحاض دون جدوى.
الخطير في هذا السلوك لا يكمن فقط في المدة، بل في العوامل المصاحبة له، مثل الشعور بعدم إتمام الإفراغ، أو الحاجة إلى جهد غير طبيعي أثناء التبرز، أو حتى الاعتماد على الضغط الخارجي لتسهيل العملية، وهي مؤشرات تستدعي تدخلًا طبيًا.
من بين السلوكيات التي لاحظها الباحثون بشكل واضح، استخدام الهاتف أثناء التبرز. أظهرت البيانات أن نحو 49٪ من الجيل زد يستخدمون الهاتف باستمرار داخل الحمام، مقابل 39٪ من جيل الألفية. أما الجيل والمواليد الأكبر سنًا، فقد بلغت نسبتهم 22٪ و6٪ على التوالي. هذا الاستخدام قد لا يكون بريئًا، فارتباط الإخراج باستخدام الشاشة قد يُحوّل الأمر إلى عادة يصعب كسرها، بل وربما يؤثر على سلوكيات التركيز وتنظيم الوقت لاحقًا.
الإمساك والقلق
البيانات تشير إلى أن الإمساك لا يُعد مشكلة نادرة، إذ أفاد 33٪ من جيل الألفية أنهم عانوا منه خلال الشهر الماضي، فيما تم تشخيص 12٪ منهم بحالة تُعرف باضطراب القولون العصبي من النوع الذي يتميز بالإمساك المزمن.
وليس الجهاز الهضمي وحده ما يُفسر بطء عملية الإخراج، فالعوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا. قال 83٪ من أفراد الجيل z و80٪ من جيل الألفية إنهم شعروا بأن التوتر أو الضغوط النفسية أثّرت على انتظام الإخراج لديهم، مقارنة بـ69٪ من جيل X و50٪ فقط من الجيل الأقدم.
تأثيرات بدنية وصحية
الجلوس المفرط في الحمام، خاصة على فترات متكررة، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل تفاقم مشاكل البواسير، أو ضغط مستمر على عضلات الحوض، إلى جانب احتمال حدوث ألم في أسفل الظهر أو الأرجل بسبب الوضعية الثابتة.
إضافة إلى ذلك، وجود الهاتف في الحمام يزيد من احتمالية انتقال الميكروبات إلى اليدين، نظرًا لأن الهاتف قد يتحول إلى بيئة خصبة للبكتيريا في تلك الظروف.
خطوات عملية لتقليل المدة
من أبرز النصائح للحد من الوقت في المرحاض، التركيز على تناول كميات كافية من الألياف. هذا العنصر الغذائي لا يسهم فقط في تحسين حركة الأمعاء، بل يعمل أيضًا كغذاء للبكتيريا المفيدة داخل القولون. التوصيات الغذائية تشير إلى أن النساء بحاجة إلى 25 غرامًا يوميًا، بينما يُنصح الرجال بمحاولة الوصول إلى 38 غرامًا يوميًا. لكن الغالبية العظمى من الناس لا يتجاوزون نصف هذه الكمية.
وتنصح خبيرة التغذية أماندا سوسيدا بإدخال الألياف إلى النظام الغذائي تدريجيًا، مع ضرورة شرب كميات مناسبة من الماء، حتى لا تتحول الألياف نفسها إلى سبب للإمساك.
إلى جانب ذلك، من الضروري احترام الإشارات الطبيعية للجسم وعدم تجاهل الرغبة في الإخراج. الانتظار الطويل أو تأجيل التبرز قد يؤدي إلى امتصاص زائد للماء داخل القولون، مما يجعل البراز أكثر صلابة وأصعب في الخروج.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت تغيرًا واضحًا في روتينك المعتاد لدخول الحمام، مثل زيادة زمن التبرز، أو شعرت بأعراض جديدة مثل الألم المزمن في البطن، أو خروج دم مع البراز، أو حتى فقدان غير مبرر في الوزن، فمن الأفضل مراجعة مختص في أقرب فرصة، لأن تلك العلامات قد تشير إلى حالة تحتاج إلى متابعة دقيقة.