
يلعب النوم دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة جيدة، وخاصةً لدى المراهقين، وقد وجدت دراسة حديثة من جامعة ولاية بنسلفانيا أن قلة النوم، مصحوبةً بالأرق، تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين، حيث يُعد ارتفاع ضغط الدم عامل خطر رئيسيًا لأمراض القلب وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية، وتُسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية عادات النوم السليمة لدى المراهقين، وهو ما يوضحه تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
ماذا تقول الدراسة؟
وفقًا لدراسة تبين أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، وخاصةً أقل من 7.7 ساعات يوميًا، قد يُسبب عواقب صحية خطيرة، لذلك فإن فهم كيفية تأثير جودة النوم ومدته على صحة المراهقين أمر بالغ الأهمية للوقاية من أمراض القلب في المستقبل.
عُرضت الدراسة خلال الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية لعلم الأوبئة والوقاية/نمط الحياة وصحة القلب والأيض في نيو أورلينز، وشملت الدراسة أكثر من 400 مراهق في الولايات المتحدة، حيث درس الباحثون كيفية تأثير الأرق وقلة النوم على ضغط الدم لديهم، وعُرف الأرق بأنه صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، بينما عُرفت قلة النوم بأنه أقل من 7.7 ساعات من النوم بناءً على الاختبارات المعملية.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن المراهقين الذين يعانون من الأرق وينامون أقل من 7.7 ساعات كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم السريري بخمس مرات مقارنةً بمن ينامون جيدًا دون أرق، وهذا يكشف عن وجود صلة قوية بين قلة النوم وخطر ارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين.
أهمية مدة النوم وجودته
من المثير للاهتمام أن المراهقين الذين ناموا أقل من 7.7 ساعات دون أن يُعانوا من الأرق كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بثلاث مرات تقريبًا مقارنةً بمن ينامون جيدًا، ومن ناحية أخرى، لم يُظهر المراهقون الذين أبلغوا عن أعراض الأرق، لكنهم تمكنوا من الحصول على قسط كافٍ من النوم، خطرًا أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهذا يشير إلى أن مدة النوم وجودته عاملان مهمان في الحفاظ على مستويات ضغط دم صحية.
ما مقدار النوم الذي يحتاجه المراهقون؟
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، يحتاج المراهقون إلى 8 إلى 10 ساعات من النوم كل ليلة لأداء وظائفهم بشكل جيد والحفاظ على صحتهم، ومع ذلك، يحصل معظم طلاب المدارس الثانوية على 6.5 ساعات فقط من النوم في المتوسط كل ليلة من ليالي الأسبوع، وهو أقل بكثير من الكمية الموصى بها، ويشكل هذا النقص الكبير في النوم بين المراهقين مصدر قلق صحي متزايد لأنه يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى في وقت لاحق من الحياة.
لماذا النوم مهم للمراهقين؟
أوضح الخبراء أن قلة النوم تُعدّ عامل خطر معروف لارتفاع ضغط الدم لدى البالغين، إلا أن هذه العلاقة لم تُدرس بوضوح لدى المراهقين من قبل، ويُظهر هذا البحث الجديد أن معالجة مشكلات النوم مبكرًا يُمكن أن تُساعد في الحفاظ على صحة القلب في مرحلة المراهقة والبلوغ، كما يُمكن لمراقبة أنماط النوم أن تُساعد في تحديد المراهقين الأكثر عُرضةً للخطر بسبب الأرق الشديد وقصر مدة النوم.
ما يجب أن يعرفه الآباء والمراهقون
ليس كل المراهقين الذين يعانون من أعراض الأرق سيُصابون بارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، عندما يقترن الأرق بقلة النوم، يزداد الخطر بشكل حاد، لذلك ينبغي على الآباء والأطباء تشجيع عادات النوم الصحية وضمان حصول المراهقين على قسط كافٍ من النوم الجيد، حيث يمكن لتغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل تقليل وقت استخدام الشاشات قبل النوم، والحفاظ على جدول نوم منتظم، أن تُحسّن جودة النوم وتساعد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
العلاقة بين نوم المراهقين وصحة القلب
تُبرز هذه الدراسة المهمة الدور الحاسم للنوم في صحة المراهقين، ومع تزايد حالات الحرمان من النوم بين المراهقين، يُعد فهم تأثيره على ضغط الدم أمرًا أساسيًا للوقاية من مشكلات القلب والأوعية الدموية في المستقبل، إن إعطاء الأولوية لعادات النوم الجيدة خلال سنوات المراهقة يُمكن أن يدعم الصحة العامة ويُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب في مراحل لاحقة من الحياة.