«إنجاز مصري بارز» شهادة دولية من اليونسكو تعزز مكانة التعليم في مصر

سعدت كثيرًا بالشهادة الدولية التي أصدرتها منظمة اليونسكو في الأيام القليلة الماضية حول التعليم في مصر، وهي شهادة حق أكدنا عليها مرارًا، رغم محاولات البعض خلال الفترة الماضية لتشكيك فيها وتقليل أهمية الثورة التعليمية التي شهدتها مصر، منذ العام الماضي، وما زالت مستمرة بنفس القوة هذا العام، سواء من حيث انتظام العملية التعليمية في المدارس، أو ارتفاع نسبة حضور الطلاب في مختلف مدارس مصر، بعد أن كان هناك إقبال ضعيف من الطلاب والمعلمين عليها في السنوات الثلاثين الماضية، بسبب الدروس الخصوصية.

لم تكن نسبة الحضور تتجاوز 15%، مما أفقد المدرسة دورها في التربية والتنشئة والإرشاد، وكذلك التعليم، وقد نجحت مصر أيضًا في تقليل الكثافات في الفصول الدراسية، خاصة في المحافظات التي كان عدد الطلاب في الفصل يصل فيها إلى 120 أو 130، ولكن حاليًا لم يعد هناك فصل واحد في أي مدرسة في مصر يتجاوز عدد الطلاب فيه 50 طالبًا وطالبة، وقد تم ذلك دون انتظار الوزارة لزيادة عدد المدارس، فمنذ تولي الوزير محمد عبد اللطيف المسؤولية منذ ما يقرب من عام ونصف، تم العمل بجدية على تعزيز التعليم.

بناء عشرات الآلاف من المدارس

دون انتظار بناء عشرات الآلاف من المدارس، التي قد تتطلب سنوات كثيرة وتكاليف باهظة، تم التوجه لاستغلال الفصول وغرف الصفوف غير المستغلة، كما تم تحويل بعض المدارس الثانوية إلى فترتين، حيث تمتد الفترة الأولى لمدارس ابتدائية أو إعدادية مكتظة بالتلاميذ، مما أسهم بشكل كبير في تقليل الكثافات. فقد تم تقسيم المدارس بشكل مبتكر، منها فترة صباحية وأخرى مسائية، مما ساعد في حل هذه المشكلة، مما يتيح لنا لاحقًا البدء في بناء مدارس جديدة لاستيعاب الزيادة السكانية، أو الاستمرار في تقليل الكثافات من هذه الفصول، وهو ما سينعكس إيجابيًا على جودة التعليم.

أشير إلى ما قالته المديرة الإقليمية لمنظمة اليونسكو، الدكتورة نوريا سانز، عن جهود وزير التربية والتعليم في تطوير المنظومة التعليمية، حيث أكدت أن الإنجازات المحققة في الفترة الأخيرة تُعتبر غير مسبوقة، مشيدة بالإصلاحات التي تم تنفيذها على مستوى البنية التحتية، والتي ساهمت في تقليل الكثافات الطلابية، مما يعزز بيئة التعلم وجودة التعليم، كما أشارت إلى الارتفاع الملحوظ في نسبة حضور الطلاب، والتي بلغت حالياً 87%، وهو ما يعكس استعادة الثقة في المؤسسات التعليمية.

هذا الإنجاز الضخم، الذي اعترفت به منظمة اليونسكو، يشير بوضوح إلى أننا نسير على الطريق الصحيح لمواجهة التحديات التي طالما عانت منها منظومة التعليم في مصر، والتي كانت تدفعها إلى أسفل تصنيفات التقييم العالمية، وبدورها تؤثر سلبيًا على المستوى التعليمي والخريجين، لأن التعليم الجيد يعكس بدوره على مستوى الخريجين، ويعزز جميع التخصصات في المجتمع من الطب والهندسة والصيدلة والمحاسبة وغيرها، مما يسهم في ارتقاء المجتمع. أما إذا كان التعليم ضعيفًا، فنحن نواجه خطر وجود خريجين غير مؤهلين، وهو ما قد يُلحق الأذى بالمجتمع بأكمله.

لذا، أؤكد أننا بدأنا بالفعل ثورة للنهوض بالتعليم في مصر، بدءًا من العام الماضي وحتى الآن، وبشهادة منظمة اليونسكو، التي تتمتع بالمصداقية والشفافية، ونحن بصدد هذه الثورة بخطىٍ مدروسة للتغلب على التحديات التي كانت تؤثر سلبًا على مستوى التعليم لدينا، وأتمنى أن نستمر بنفس القوة في هذه الثورة التعليمية، لنضع مصر في المكانة التي تستحقها، والتي كانت عليها في السابق بشهادة العالم.