تصريحات صادمة للرئيس الإيراني.. كيف هاجم بزشكيان سياسات خامنئي؟ | #غرفة_الأخبار
الأيرانيون يعانون من الجوع رغم جلوسهم على كنوز النفط والغاز، بهذه العبارة الصريحة أثار الرئيس الإيراني مسعود بجكيان جدلاً واسعًا داخل البلاد، مكشفًا عمق الأزمة التي تمر بها إيران في واحدة من أصعب مراحلها السياسية والاقتصادية، فقد أعادت الحرب الأخيرة مع إسرائيل والعقوبات الدولية الاقتصاد الإيراني إلى حافة الانهيار، مع تراجع حاد في قيمة العملة وارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم، مما أشعل احتجاجات شعبية ضد تدهور الأوضاع المعيشية. تصريحات بجكيان أثارت غضب التيار المحافظ ووسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري، التي اعتبرت أن الرئيس يضعف المعنويات بدلًا من تقديم حلول عملية. هنا نسأل ضيفنا من طهران كيف يمكن تفسير هذا الانقسام الداخلي الإيراني، وإلى أي مدى يمكن لطهران أن تصمد أمام هذا المزيج المتفجر من التحديات؟ للمزيد، معنا من طهران رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك الدكتور عماد ابشناس. دكتور عماد، مرحبًا بك معنا، تصريح لافت للأيرانيين بأنهم جياع رغم امتلاكهم للنفط والغاز كما يقول بجكيان، ماذا تعتقد وراء هذه المكاشفة؟ تحياتي لك سامي وللمشاهدين الأكارم، في الواقع إن الموضوع الذي كان يتحدث عنه بجكيان هو سوء الإدارة في البلاد، والمشاكل التي تواجهها نتيجة ذلك، من الواضح أن أحد أكبر القضايا الحالية هو الفساد المستشري وسوء الإدارة، أستطيع القول إن العقوبات الدولية تؤثر على نحو 20% فقط من الوضع الاقتصادي، بينما يقع 80% من الأسباب على عاتق سوء الإدارة. ذلك يعني أن الرئيس يدين نفسه بمثل هذه التصريحات، وكما تعلم، المشكلة تكمن في أن بجكيان جاء إلى الحكومة دون برنامج ولم يتمكن من الاستفادة من ذوي الخبرة، وواجه مشاكل مع “الدولة العميقة” التي تعتبر عائقًا أمام أي تغيير.
إن قوانين العمل في إيران بعد الثورة سمحت لعدد من الموظفين بالاستمرار في مناصبهم رغم عدم كفاءتهم، ولا يمكن الإقالة إلا بقرار المحكمة الإدارية، الوضع الساكن يقول إن الشخص الفاشل يستمر في فشله، وإذا وجد شخص ناجح، يتم طرده. دكتور عماد، طالما أن هذه النقاط تشير إلى مكمن الخلل في النظام الإيراني، يتضح أن الرئيس لا يستطيع ممارسة صلاحياته لإجراء التغييرات، فهل ذلك يعني أنه عاجز إلى هذا الحد؟ في الواقع، يمكن للرئيس استخدام صلاحياته، لكنه لم يقم بذلك حتى الآن لأسباب متعددة، أحدها أنه يريد التعامل مع هؤلاء الذين لا يمكن التصالح معهم، كما شهدنا في فترات سابقة، كانت لدينا رؤساء مثل هاشمي رفسنجاني أو محمود أحمدي نجاد الذين واجهوا هذه البيروقراطية بشكل مختلف.
هل نحن أمام حافة الانفجار في إيران في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وقصور الرئاسة في استخدام صلاحياتها؟ نعم، إذا استمرت الحكومة الإيرانية على هذا المنوال، فإن الوضع سيكون لا يُحمد عقباه، فالرئيس بجكيان منذ توليه السلطة شهد انهيار العملة الإيرانية بنسبة تتجاوز 60 إلى 70%. اليوم إذا كانت لديك أموال في المصرف، ستجد أن قيمتها فقدت معظمها. الناس يعبرون عن توقعاتهم بحلول وليس فقط بالحديث عن المشكلة، كيف يمكن أن نصل إلى ذلك؟ في البداية، وعد بجكيان الجميع بجلب خبراء لحل المشاكل، لكنه استمر بنفس الشكل السابق. الناس لم ينتخبوه ليطرح لهم المشاكل، بل يبحثون عن حلول. شكراً جزيلاً لك دكتور عماد ابشناس، رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك، كنت معنا من طهران. شكراً.
المصدر
