«الذهب يترقب: هل تفرض السياسات الاقتصادية ضغوطاً أم تفتح آفاقاً جديدة؟» تصريحات وزير الخزانة ترسم أفق أسعار الذهب العالمية وسط تحديات الرسوم الجمركية ومخاوف التضخم

كشفت تصريحات أدلى بها وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسّنت، اليوم الأحد الموافق 26 أكتوبر 2025، عن مؤشرات قد تؤثر بقوة على أسعار الذهب العالمية، مع انطلاق تعاملات الأسبوع الجديد غداً الاثنين، تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الذهب العالمي موجة تصحيح حادة، تسببت في تراجع سعر الأوقية بشكل ملحوظ.

فقد صرح بيسّنت بأن الولايات المتحدة والصين قد توصلا إلى “إطار عمل ضخم جداً” (very substantial framework) لتجنب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، وفي المقابل تأجيل القيود الصينية المخطط لها على صادرات بكين من العناصر الأرضية النادرة.

وأوضح وزير الخزانة الأمريكي أن هذا الإطار جاء كثمرة لاتفاق تمهيدي مع نائب رئيس الوزراء الصيني خلال اجتماع عُقد في كوالالمبور، مما يمهد الطريق لمباحثات موسعة بين الرئيسين الأمريكي والصيني، تشمل مجالات التعاون التجاري، السلع الزراعية، ومكافحة التجارة غير المشروعة.

وعلى الجانب الآخر، تضمنت تصريحات وزير الخزانة ما قد يمثل دعماً لأسعار الذهب العالمية، حيث أعرب عن ثقته بأن مستويات التضخم في الولايات المتحدة ستتراجع لتصل إلى المستهدف البالغ 2%، فما هو مدى هذا التأثير على أسعار الذهب العالمية خلال الأسبوع القادم؟

تطورات أسعار الذهب الأخيرة

شهد الذهب العالمي تراجعاً من ذروته التاريخية، وإليكم تفاصيل الأسعار:

الوصف السعر بالدولار الأمريكي
الذروة التاريخية لسعر الأوقية 4381
سعر إغلاق الأوقية الأسبوع الماضي 4113

الأثر المزدوج لتصريحات وزير الخزانة على الذهب

تحمل تصريحات وزير الخزانة الأمريكي حول العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، في إطار التوتر التجاري القائم، آفاقاً تفتح المجال لتوقع تهدئة، ولو على المدى المتوسط، بين البلدين، وهذا بلا شك يمثل عنصراً ضاغطاً على أسعار الذهب العالمية، بالإضافة إلى تصريحاته عن تراجع مستويات التضخم، فكيف لمثل تلك التصريحات أن تسبب ضغطاً قوياً، وفي الوقت نفسه دعماً لأسعار الذهب في تعاملات الأسبوع القادم؟

  • يُمكن أن يدعم تأكيد الوزير ثقته بتراجع مستويات التضخم إلى 2% توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو المزيد من خفض الفائدة، في مسار يتجه نحو تضخم منخفض، وهذا بلا شك سوف يعزز أسعار الذهب العالمية، خاصة وأن التخوف الوحيد للفيدرالي من سياسة التيسير النقدي وخفض الفائدة هو ارتفاع معدلات التضخم، أضف إلى ذلك أن وصول الصين والولايات المتحدة لإطار يُنهي، على الأقل، شبح فرض رسوم بنسبة 100% على الواردات الصينية، ويرفع القيود على تصدير بكين للعناصر الأرضية النادرة، هو مكسب للاقتصاد الأمريكي يمهد لتراجع التضخم.
  • قد تضعف تصريحات الوزير، التي تؤكد خفض التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة، الطلب الشرائي على الذهب العالمي، خاصة لدى المؤسسات والبنوك المركزية التي باتت في مأمن، ولو مؤقتاً، من تقلبات الدولار، ولكن في الوقت نفسه، قد يبقى الذهب مدعوماً بعوامل أخرى مثل ضعف الدولار وخفض الفائدة.