شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا اليوم الخميس، عقب الإعلان عن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، مما أدى إلى تهدئة المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي وأثره على إمدادات الطاقة العالمية.
نوع الخام | التغير (دولار) | النسبة المئوية للتغير | السعر الحالي (دولار للبرميل) | التوقيت |
---|---|---|---|---|
خام برنت القياسي | -1.08 | -1.6% | 65.18 | 17:10 بتوقيت غرينتش |
خام غرب تكساس الوسيط الأميركي | -1.05 | -1.7% | 61.49 | 17:10 بتوقيت غرينتش |
يأتي هذا الانخفاض في الأسعار بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي يمثل المرحلة الأولى من مبادرة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف إنهاء النزاع في قطاع غزة، وبموجب هذا الاتفاق سيتوقف القتال وتنسحب إسرائيل جزئيًا من غزة، كما ستطلق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين الذين أسرتهم في طوفان الأقصى، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من أصحاب المؤبدات الذين تعتقلهم إسرائيل.
وفي هذا السياق، يرى محللون اقتصاديون أن التراجع الحالي في أسعار النفط يُعد “تصحيحًا طبيعيًا” للسوق بعد المكاسب التي حققتها في الأيام القليلة الماضية، مدفوعًا بتفاؤل حذر تجاه استقرار الإمدادات.
صرح دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في (بي أو كيه فايننشال)، بأن “العقود الآجلة للخام تمر بمرحلة تصحيحية، حيث يبدو أن الصراع بين إسرائيل وحماس يقترب من نهايته”.
من جانبه، وصف كلاوديو جاليمبرتي، كبير الاقتصاديين في شركة ريستاد إنرجي، اتفاق السلام بأنه “إنجاز كبير في تاريخ الشرق الأوسط الحديث”، متوقعًا أن تكون له “آثار واسعة على أسواق النفط، بدءًا من تراجع الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وصولًا إلى احتمالات استئناف المفاوضات النووية مع إيران”.
أوبك بلس والطلب الأميركي يدعمان توازن السوق
في سياق متصل، أشار التقرير إلى أن تحالف أوبك بلس، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركاءها، كان قد قرر خلال اجتماعه يوم الأحد زيادة إنتاجه اعتبارًا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، لكن هذه الزيادة جاءت أقل من توقعات السوق، مما أسهم بدوره في تبديد المخاوف من حدوث فائض في المعروض.
يُذكر أن الأسعار كانت قد ارتفعت أمس الأربعاء بنحو 1%، مسجلة أعلى مستوياتها في أسبوع واحد، وذلك بعدما رجّح المستثمرون أن تعثر مفاوضات السلام في أوكرانيا قد يعني استمرار العقوبات المفروضة على روسيا لفترة أطول.
بيانات أميركية تعزز التفاؤل بقوة الطلب
على صعيد آخر، أظهر تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاعًا في إجمالي إمدادات المنتجات البترولية لتصل إلى 21.99 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، مما يُعد إشارة واضحة إلى مرونة الطلب في أكبر اقتصاد مستهلك للطاقة في العالم.
ووفقًا لتحليل رويترز، فإن استمرار هذا الاتجاه يعزز من احتمالات تحقيق توازن في السوق على المدى المتوسط، خاصة إذا ما استقرت الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.