أسماء لامعة دعمت نجوم الصف الأول تعرف على أشهر ممثلي الأدوار الثانوية في السينما المصرية

“ليس كل موهوب يصلح أن يكون بطلاً”.. تلك الجملة دونتها السينما المصرية على مدار سنوات طويلة، ليظهر مصطلح جديد يردده كل من يعمل بالفن، هو لقب “السنيد”، الذي أطلق على عدد من الفنانين تميزوا بموهبة كبيرة وحب مطلق من الجمهور.

في عالم الفن السابع، تتألق أسماء لامعة لا تحظى دائمًا بضوء البطولة المطلقة، لكنها تترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة المشاهدين، هؤلاء هم “السنيدة”، الفنانون الذين يتمتعون بموهبة استثنائية وحضور طاغٍ، لكنهم يظلون في الصف الثاني، يضيئون الشاشة ويدعمون نجوم الصف الأول، ليصنعوا معًا أعمالًا فنية خالدة.

موهبة لا تنسى

ورغم ذلك الحب وتلك الموهبة فإن ذلك لم يشفع لهم أن يكونوا نجوماً صف أول بالأعمال الفنية، بل ظلوا متمركزين بالصف الثاني، مع أن بعضهم كان سبباً في نجاح أفلام كثيرة.

هؤلاء النجوم، على الرغم من قاعدة جماهيريتهم العريضة وموهبتهم الفذة، لم يتمكنوا دائمًا من الوصول إلى قمة الهرم الفني، ليظلوا في منطقة “السنيد”، هذا الدور الذي يلعبه الفنان بإتقان، ويساهم بشكل كبير في نجاح العمل، لكنه لا يضعه في دائرة الضوء الأولى، ومع ذلك، تظل أسماؤهم محفورة في تاريخ السينما، كشهادة على موهبة أصيلة وحضور لا يُنسى.

محمود المليجي

ولعل أبرز النجوم الذين لمعوا بهذا المكان، كان الفنان محمود المليجي، الذي ارتبط اسمه لسنوات طويلة بالفنان فريد شوقي، حيث قدما معاً أكثر من 25 فيلماً، وكانت تلك الأفلام تحمل اسم فريد شوقي كبطل مطلق، ليأتي بعده المليجي “كسنيد” الذي لا غنى عنه، حتى إن الجمهور اعتاد عليهما معاً.

يُعد الفنان القدير محمود المليجي مثالًا حيًا على “السنيد” الذي لا يُمكن تعويضه، فقد ارتبط اسمه بالفنان فريد شوقي في شراكة فنية استمرت لسنوات طويلة، قدما خلالها أكثر من 25 فيلمًا، وفي هذه الأفلام، كان فريد شوقي هو البطل، بينما كان المليجي هو “السنيد” الذي لا غنى عنه، ليصبح الثنائي علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية، اعتاد عليها الجمهور وأحبها.

كما تشكلت علاقة البطل والسنيد بين فريد شوقي ومحمود المليجي بطريقة غريبة، إذ بدأت عندما اشتهر المليجي بأدوار الشر بالسينما، وعندما كثرت عليه العروض من شركات الإنتاج لم يجد وقتاً ليشارك بكل ما يعرض عليه، فكان يرشح زميله فريد شوقي لأدوار الشر ليكون بديلاً له في تلك الأفلام ويتقلد دور “السنيد”، إلا أن شوقي كان يسعى دائماً لأن يصبح بطلاً، فقرر أن ينتج لنفسه بعض الأفلام السينمائية.

بدأت قصة “البطل والسنيد” بين فريد شوقي ومحمود المليجي بشكل غير تقليدي، فبعد أن سطع نجم المليجي في أدوار الشر، وكثرت عليه العروض، لم يتمكن من تلبيتها جميعًا، فكان يرشح صديقه فريد شوقي لأدوار الشر كبديل له، ليقوم بدور “السنيد”، لكن طموح شوقي كان يتجاوز ذلك، فقرر أن يخوض تجربة الإنتاج السينمائي بنفسه.

واستعان شوقي في تجاربه الإنتاجية الأولى بمحمود المليجي ليقوم بشخصية الشرير “السنيد”، ليفاجأ النجمان بنجاحهما معاً، وأصبح المليجي السنيد الأول بالسينما المصرية حتى منحه المخرج يوسف شاهين فرصة البطل الأول عام 1970 من خلال فيلم الأرض.

في أولى تجاربه الإنتاجية، استعان فريد شوقي بمحمود المليجي ليجسد شخصية الشرير “السنيد”، لتكون المفاجأة هي النجاح الكبير الذي حققه الثنائي، ليصبح المليجي “السنيد” الأول في السينما المصرية بلا منازع، حتى جاءت الفرصة التي طال انتظارها، عندما منحه المخرج الكبير يوسف شاهين دور البطولة المطلقة في فيلم “الأرض” عام 1970.

بيومي فؤاد

إلا أن المليجي لم يكن السنيد الوحيد في تلك الفترة، بل التصق هذا اللقب بعدد كبير من الفنانين، من بينهم الفنان رياض القصبجي، الذي اشتهر بشخصية “الشاويش عطية” في أفلام إسماعيل ياسين، وشكل النجمان ثنائياً أحبه الجمهور.

لم يكن محمود المليجي وحده في ساحة “السنيدة”، بل كان هناك العديد من الفنانين الذين تألقوا في هذا الدور، من بينهم الفنان القدير رياض القصبجي، الذي اشتهر بشخصية “الشاويش عطية” في أفلام إسماعيل ياسين، ليشكل النجمان ثنائيًا محبوبًا لدى الجماهير.

وعندما أصبح إسماعيل ياسين من أبطال الصف الأول استعان بالقصبجي كي يسنده في بطولاته، وقدما معاً سلسلة أفلام تحمل اسم إسماعيل ياسين، من بينها “إسماعيل ياسين في البحرية”، و”إسماعيل ياسين في البوليس الحربي”، و”إسماعيل ياسين في الطيران” وغيرها، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لرياض القصبجي ليكون من بين أشهر السنيدة بالسينما.

عندما صعد نجم إسماعيل ياسين وأصبح من أبطال الصف الأول، استعان برياض القصبجي ليكون “سنيدًا” له في بطولاته، ليقدما معًا سلسلة أفلام ناجحة تحمل اسم “إسماعيل ياسين”، مثل “إسماعيل ياسين في البحرية”، و”إسماعيل ياسين في البوليس الحربي”، و”إسماعيل ياسين في الطيران” وغيرها، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام رياض القصبجي ليصبح واحدًا من أشهر “السنيدة” في تاريخ السينما المصرية.

عبد المنعم ابراهيم

أيضاً يأتي بالحديث عن نجوم الصفوف الثانية بالسينما، اسم الفنان عبد المنعم إبراهيم، الذي بدأ بأدوار صغيرة بالسينما عام 1951 حتى أصبح من أشهر الأسماء الذين يتقلدون دور السنيد، وقد تميزت تلك الأدوار بخفة ظل وكوميديا بارزة، فلا أحد ينسى دوره في فيلم “سكر هانم” و”إشاعة حب” و”لحن السعادة” وغيرها من الأعمال.

عند الحديث عن نجوم الصف الثاني في السينما المصرية، لا يمكن إغفال اسم الفنان القدير عبد المنعم إبراهيم، الذي بدأ مسيرته الفنية بأدوار صغيرة عام 1951، ليصبح فيما بعد واحدًا من أشهر الفنانين الذين يتقنون دور “السنيد”، وقد تميزت أدواره بخفة الظل والكوميديا الراقية، ولا يزال الجمهور يتذكر أدواره المميزة في أفلام مثل “سكر هانم”، و”إشاعة حب”، و”لحن السعادة” وغيرها من الأعمال الخالدة.

لكن إبراهيم لم يتمكن من أن يقدم البطولة المطلقة طوال مشواره الفني إلا مرة واحدة من خلال فيلم “سر طاقية الإخفاء”، الذي ظهر معه الفنان توفيق الدقن بدور السنيد.

على الرغم من موهبته الكبيرة وشعبيته الواسعة، لم يحظ عبد المنعم إبراهيم بفرصة البطولة المطلقة إلا مرة واحدة طوال مسيرته الفنية، وذلك من خلال فيلم “سر طاقية الإخفاء”، الذي ظهر فيه الفنان توفيق الدقن بدور “السنيد”.

وهناك أيضاً توفيق الدقن، وهو فنان له رحلة كبيرة مع أدوار السنيد بالسينما، حيث كان من بين أشهر الفنانين الذين يقدمون تلك الأدوار ومزج خلالها الكوميديا بالشر، فهو من بين النجوم القلائل الذين قدموا أدوار الشر بخفة ظل، ولم يلفظه الجمهور بل اجتمع على حبه.

الفنان القدير توفيق الدقن هو أيضًا أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بأدوار “السنيد” في السينما المصرية، فقد كان من بين أشهر الفنانين الذين يتقنون هذا الدور، ويمزجون فيه بين الكوميديا والشر، وهو من النجوم القلائل الذين قدموا أدوار الشر بخفة ظل، ليحظى بحب الجمهور وتقديره.

محمود المليجي

ومع مرور الوقت واختلاف الأزمان، ترسخت شخصية السنيد بالأعمال الفنية، وظهر جيل جديد من أبطال الأدوار الثانية بالسينما، واصلوا رحلة من سبقوهم، ولعل أشهر هؤلاء النجوم هو الفنان حسن حسني، الذي لقبه صناع السينما بـ”عم الشباب”، وذلك لأنه ساهم في إنجاح جيل فني بأكمله، نظراً لمساندته لهم في بطولاتهم الأولى.

مع مرور الوقت وتطور السينما، ترسخت شخصية “السنيد” في الأعمال الفنية، وظهر جيل جديد من الفنانين الذين أبدعوا في الأدوار الثانية، ليكملوا مسيرة من سبقوهم، ويُعد الفنان القدير حسن حسني من أبرز هؤلاء النجوم، حيث لقبه صناع السينما بـ”عم الشباب”، وذلك لدوره الكبير في دعم ومساندة جيل كامل من الفنانين في بداياتهم.

ومن بين أبناء هذا الجيل الذين دعمهم وساندهم الفنان الراحل حسن حسني، هم الفنان محمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد وكريم عبد العزيز وغيرهم، حتى إن بعض هؤلاء النجوم كان يصر على وجود حسن حسني في أعمالهم لكونه السنيد الذي يضمن نجاح أفلامهم، لذلك كان حسني صاحب البصمة الأبرز في مشوار هؤلاء النجوم والشاهد الأول على نجاحاتهم المتكررة.

من بين الفنانين الذين دعمهم وساندهم الفنان الراحل حسن حسني، نذكر محمد هنيدي، وأحمد حلمي، ومحمد سعد، وكريم عبد العزيز وغيرهم، حتى أن بعض هؤلاء النجوم كان يصر على وجود حسن حسني في أعمالهم، لأنه كان يعتبر “السنيد” الذي يضمن نجاح الفيلم، لذلك كان حسني صاحب البصمة الأبرز في مشوار هؤلاء النجوم، والشاهد الأول على نجاحاتهم المتكررة.

أما مع كثرة العروض التي كان يتلقاها الفنان حسن حسني من المخرجين للمشاركة في الأعمال السينمائية كسنيد، كان لابد من تصعيد فنان آخر حتى لا تتعطل تلك الأعمال، ليظهر الفنان لطفي لبيب في الأدوار الثانية “السنيد”، حتى كان البعض يقارن بينهما، وذهب الكثير إلى القول بأن لبيب سوف يهدد مكانة حسن حسني، إلا أن ذلك لم يحدث وظل الاثنان يقدمان شخصية السنيد في وقت واحد ولكن كل بطريقته الخاصة.

مع تزايد الطلب على الفنان حسن حسني للمشاركة في الأعمال السينمائية كـ”سنيد”، كان لا بد من ظهور فنان آخر ليساعد في تلبية احتياجات السوق، فظهر الفنان لطفي لبيب في الأدوار الثانية، حتى أن البعض بدأ يقارن بينه وبين حسن حسني، وتوقعوا أن يهدد لبيب مكانة حسني، إلا أن ذلك لم يحدث، وظل الفنانان يقدمان شخصية “السنيد” في نفس الوقت، ولكن كل بطريقته الخاصة.

محمد ثروت

“السنيد” هذه الأيام

يذكر أن هذه الأيام تشهد وجود السنيد أيضاً بالسينما، لكن ملامحه قد تغيرت بعض الشيء، حيث تقلد تلك المكانة جيل من الشباب.

في هذه الأيام، لا تزال شخصية “السنيد” حاضرة في السينما، ولكن بملامح مختلفة، حيث يتقلد هذا الدور جيل جديد من الشباب الموهوب.

ولعل أبرزهم الفنان محمد ثروت وأحمد فتحي، هذا بجانب نجمين آخرين أكبر سناً وهما بيومي فؤاد وسيد رجب.

من بين أبرز هؤلاء الشباب، نذكر الفنان محمد ثروت وأحمد فتحي، بالإضافة إلى نجمين آخرين أكبر سنًا، وهما بيومي فؤاد وسيد رجب.