ابتزاز ابنك الإلكتروني 7 خطوات حاسمة لدعمه وحمايته

مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والاعتماد المتزايد على الإنترنت في حياتنا اليومية، برز الابتزاز الإلكتروني كأحد أخطر التحديات التي قد يواجهها أبناؤنا، لا سيما في مرحلة المراهقة الحساسة، يستغل المجرمون ثقة الشباب أو قلة خبرتهم التقنية لاختراق حساباتهم أو الحصول على صورهم ومعلوماتهم الشخصية، ومن ثم يبدأون بتهديدهم واستغلالهم نفسيًا، ماديًا، أو أخلاقيًا، هنا يتجلى الدور المحوري للوالدين كخط الدفاع الأول، حيث يُعد الدعم النفسي والتفاهم الأسري ركيزتين أساسيتين لحماية الأبناء من الانهيار العاطفي أو الانجراف نحو تصرفات متهورة قد تنجم عن الخوف أو الشعور بالذنب.

وفي هذا الصدد، تشير إيمان عبد الله، استشارية الصحة النفسية وتعديل سلوك المراهقين، في تصريح لـ”اليوم السابع”، إلى أن معظم حالات الابتزاز الإلكتروني تبدأ غالبًا برسالة أو رابط إلكتروني يحوي إغراءات أو عروضًا وهمية، وبمجرد الضغط عليه، يتم اختراق البيانات الشخصية والصور، عقب ذلك، يبدأ المبتز في إرسال رسائل أو مقاطع صوتية أو مرئية تتضمن تهديدات ومطالب متنوعة، وغالبًا ما يتردد الضحايا في اللجوء للمواجهة القانونية، مستجيبين للمطالب خشية الفضيحة أو التشهير.

ولمواجهة هذا الخطر، تقدم استشارية الصحة النفسية مجموعة من الخطوات الأساسية التي يمكن للأسر اتباعها لدعم أبنائهم في التعامل مع الابتزاز الإلكتروني والتغلب على تبعاته النفسية والاجتماعية:

التعامل بهدوء ووعي

عند تعرض الأبناء لموقف ابتزاز، من الطبيعي أن يسيطر عليهم شعور بالخوف أو الذعر، لكن يظل المطلوب من الوالدين هو التزام الهدوء واحتواء الأبناء نفسيًا، فالتصرفات المندفعة أو الانفعالية قد تزيد المشكلة تعقيدًا، الهدوء في هذه المرحلة لا يعني التجاهل، بل هو حجر الزاوية لاتخاذ قرارات صائبة تساعد على التعامل المتوازن والفعّال مع الموقف.

تحديد دوافع المبتز ووضع خطة المواجهة

من الضروري تتبع خيوط التواصل الأولية مع المبتز بدقة لتحديد نواياه الحقيقية، سواء كانت مادية، عاطفية، أو نفسية، ففهم دوافعه يُعد خطوة جوهرية تساعد على وضع خطة دقيقة وفعالة للتعامل مع الموقف، وبالتنسيق مع الجهات القانونية أو المتخصصة.

طلب الدعم من الموثوقين والمتخصصين

يجب أن يدرك الأبناء أن الأسرة هي الملاذ الآمن الأول الذي يمكن اللجوء إليه دون خوف من اللوم أو العقاب، ولا غنى عن الاستعانة بالمختصين النفسيين والقانونيين لتقديم الدعم اللازم والإرشاد الصحيح، لأن التكتم على المشكلة أو محاولة التعامل الفردي معها غالبًا ما يضاعف من حجم الضرر.

تجنب المواجهة المباشرة أو التهديد

إن محاولة تهديد المبتز أو مواجهته بشكل مباشر قد تؤدي إلى عواقب وخيمة ونتائج عكسية، فالنهج الأمثل يتمثل في جمع كافة الأدلة المتوفرة والتواصل الفوري مع الجهات المختصة لضمان ردع المبتز بطريقة قانونية وآمنة، دون تعريض الضحية لمزيد من المخاطر.

التأكيد على عدم لوم الذات

غالبًا ما يشعر العديد من الضحايا بالخجل أو الذنب، لكن من الأهمية بمكان تذكيرهم بأنهم ليسوا المذنبين، وأن المبتز هو الطرف الوحيد المسؤول عن هذا الفعل الإجرامي، هذا الوعي الإيجابي ضروري للغاية لتجاوز الأزمة بنجاح وتجنب الوقوع في دوامة جلد الذات أو الانعزال الاجتماعي.

عدم الاكتراث للآراء السلبية المحيطة

يجب على الأبناء استيعاب أن آراء الآخرين لا تحدد قيمتهم الحقيقية أو تؤثر في قراراتهم المصيرية، فمواجهة الابتزاز تتطلب شجاعة فائقة ودعمًا أسريًا قويًا، وليس الخوف من كلام الناس أو الأحكام المسبقة.

تعزيز الصحة الجسدية والنفسية

بعد تجاوز الصدمة الأولية، من الضروري جدًا تشجيع الأبناء على استئناف حياتهم الطبيعية وممارسة الأنشطة اليومية، مثل الرياضة، المشي، أو الهوايات المحببة، فهذه الممارسات لها أثر بالغ في تفريغ التوتر المتراكم واستعادة التوازن النفسي والعاطفي.