صباح الشرق / SABAHACHARK وجه من مدينتي…البروفيسور يوسف بوعبد الله.. جراحٌ حمل نبض بركان إلى غزة– من بركان إلى ميادين الشرفمن بين أبناء مدينة بركان الطيبة، يسطع اسم البروفيسور يوسف بوعبد الله، رئيس قسم جراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، الطبيب الذي رفع راية المغرب عاليًا في ميادين الشرف، لا في ساحات الرياضة ولا في قاعات المؤتمرات، بل في قلب المأساة الإنسانية غزة.اختار الدكتور يوسف بو عبد الله أن يكون في الصفوف الأولى، حيث تتقاطع الحياة بالموت، فلبّى نداء الإنسانية، وجعل من مشرطه جسرًا بين الأمل والنجاة.– في قلب غزة.. حيث تصمت الكلماتفي مستشفى كمال عدوان ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أشرف البروفيسور بوعبد الله على أكثر من 250 عملية جراحية خلال ثلاثة أشهر، موجهة للأطفال ومصابي العدوان، في مبادرة ليست الأولى في مسيرته.فقد زار القطاع مراتٍ عدة أعوام 2008 و2012 و2014، دائمًا بنفس العزيمة والوفاء.يقول الطبيب المغربي قبل عودته إلى أرض الوطن:“تشرفت بأن أكون بين أهلي في بلدي الثاني، وأزاول جراحة الأطفال في كمال عدوان. حين وصلت لم أجد جرّاح أطفال يزاول المهنة، فشعرت بالواجب والانتماء.”– وسام من مدينته في ليلة الانتصارفي ليلة كروية ستظل محفورة في الذاكرة، يوم 20 أبريل 2025، وبينما كانت جماهير نهضة بركان تحتفل بانتصار فريقها على شباب قسنطينة الجزائري برباعية نظيفة، رفعت مجموعة “أولترا أورونج بويز” لافتة ضخمة كتب عليها:“البروفيسور يوسف بوعبد الله: بطل الحرب في الظل بغزة.”كانت تلك اللافتة، المرفقة بصورته، وسام شرف من جماهير النهضة البركانية لرجلٍ لم يبحث عن الأضواء، بل عن إنقاذ الأرواح. مشهد جمع بين الفرح الكروي والموقف الإنساني، ليجعل من تلك الليلة احتفالًا بالبطولة الحقيقية.– شكر ووفاء من الطبيب الإنسانفي ردّه على التكريم المؤثر، قال البروفيسور يوسف بوعبد الله لجريدة صباح الشرق في ليلة عيد الأضحى:“لم أكن أنتظر هذا التكريم، فقد اخترت أن أعمل في الظل، لكن لفتة جمهور أورونج بويز وصلتني إلى القلب…أن يكرمني أبناء مدينتي فهذا وسام لا يضاهيه شيء، وسأظل دائمًا جنديًا في صفوف هذا الفريق العظيم.”كما أعلن عن انخراطه الرمزي ضمن مكونات نادي نهضة بركان، تأكيدًا لانتمائه لمدينته واعتزازه بفريقها الذي شرف المغرب في كبرى المحافل الإفريقية والعربية.– زرع الأمل… وغرس شتلة من غزة في فاسليست زيارة الدكتور بوعبد الله لغزة حدثًا عابرًا، بل فصلًا من مسيرة إنسانية متواصلة.فبعد عدوان 2008، حمل معه إلى المغرب شتلة زيتون من غزة، زرعها في المستشفى الجامعي بفاس، رمزًا للسلام والمقاومة بالحياة.– وجه إنساني خالد في ذاكرة بركانعاد الطبيب المغربي من غزة لا بالتكريم ولا بالتصفيق، بل برسالة خالدة مفادها أن البطولة ليست في الظهور، بل في الموقف.لقد جسّد البروفيسور يوسف بوعبد الله معنى الطب كرسالة، والإنسانية كخيار.في سجلّ مدينتنا، سيبقى هذا الاسم محفورًا بأحرف من نور:وجه من بركان…نبض من إنسان.
