«انتصار الإرادة» ملحمة العبور: قصة بطولة تتحدى المستحيل

دماء الأبطال سَطَرتْ تاريخًا، وصنعتْ حريّةً، لبّى الوطنُ نداءَ كلِّ شيءٍ، وها قد أطلَّ أكتوبر، وكلّما أتى، شعرتُ بالفخرِ والعزّةِ، وشعورِ العرفانِ لكلِّ الأبطالِ الذين وهبوا حياتهم في سبيلِ الوطنِ، فيهونُ كلُّ شيءٍ.

نصر أكتوبر: منارة تضيء دروب الوطنية

هل تساءل أحدنا يومًا كيف تحوّلت ذكرى نصر أكتوبر العظيم إلى منارةٍ مضيئةٍ، تعكسُ روحَ الوطنيةِ والانتماءِ؟ وكيف استطاع جنودنا الأبطال أن يصنعوا بدمائهم صفحةَ مجدٍ، تبقى خالدةً على مرِّ الزمانِ؟

ملامح النصر: عبور خط بارليف

تبدأ ملامحُ النصرِ بعبورِ خطِّ بارليف، هذا الذي سمّاه المحتلُّ الحصنَ الذي لا يُقهر، ونجح جنودنا البواسل، الجيشُ المصريُّ، أعظمُ جيوشِ الأرضِ، في تحطيمِ أسطورةِ الحاجزِ المنيعِ، بخطةٍ بارعةٍ تجمعُ بين الدقةِ والشجاعةِ والاحترافيةِ، والاعتمادِ على اللهِ، وهمّتهم وقناعتهم بالنصر، الذي حوّل أمامهم ومهد لهم الرمال والمياه إلى طريقٍ للعبورِ، في ملحمةٍ أذهلتِ العالمَ، وحطّمت طموحَ المحتلِّ في ملحمةٍ خالدةِ الذكرِ، فسقطت كلُّ آمالِهم وتحصيناتِهم أمام إرادةِ جنودٍ مؤمنين بقضيتهم ووطنهم، والذين لا سبيل لهم إلا النصر واليقين بالله.

تضحيات الأبطال: تاريخ مشرف بدمائهم

هذه الملاحمُ الوطنيةُ والإنجازاتُ لابد أن تظلَّ ذكراها أمامنا، وفخرًا لشبابنا، ومنارةً يهتدون بها في التاريخ المعاصر، ليس بالبعيد، فقد ضحى زينةُ شبابنا وزهرةُ جنودنا بأرواحهم دون تردد وبشجاعةٍ وعطاءٍ دون تفكير، ليكتبوا بدمائهم تاريخًا مشرفًا، وقدّموا أروعَ الأمثلةِ على الإرادةِ والإصرارِ والعزيمةِ التي لا تعرف المستحيل، وأثبتوا أن الأوطانَ والكرامةَ والحريةَ لا تُستردُّ إلا بالتضحيةِ والفداءِ، وأن ما يؤخذ بالقوةِ لا يستردُّ إلا بالقوةِ، وسجلوا التاريخ.

الضربة الجوية: بداية النصر والعزيمة

وبهذا الإصرارِ وهذه العزيمةِ كان النصرُ حليفَنا، ولا ننسى دورَ الضربةِ الجويةِ، فقد كانت البدايةُ بضربةٍ جويةٍ قاسيةٍ أربكتِ العدوَّ، وحطّمت معنوياته، وأطاحت بهم الهاوية، وفتحت هذه الضربةُ الطريقَ أمام قواتِنا وجنودِنا الأبطالِ للسيطرةِ والتقدمِ بثقةٍ هاتفين اللهُ أكبر، وكان اللهُ بهم سميعًا عليمًا، ونصرهم اللهُ نصرًا عزيزًا، وأعزَّنا بنصره، وأكدت أن التخطيطَ المحكمَ مع الإيمانِ بالنصرِ يصنعُ المستحيلَ.

دور المدارس والجامعات في تعزيز حب الوطن

للمدارس والجامعات دورٌ هامٌ في تعزيزِ حبِّ الوطنِ لدى الطلابِ والأبناءِ، وذلك من خلال:

  • غرسِ قيمةِ الوطنِ والانتماءِ والبذلِ والتضحيةِ من خلالِ سردِ قصصِ الأبطالِ بأسلوبٍ مبسطٍ، فالتاريخُ المعاصرُ والقديمُ أيضًا.
  • تعليمهم أن حبَّ الوطنِ واجبٌ يُترجمُ إلى عملٍ وأخلاقٍ وانضباطٍ، وأن أرواحَنا فداءٌ للوطنِ وترابِها.
  • تعليمهم أن الوطنَ هو ورثٌ لأبنائهم، وأن الوطنيةَ عقيدةٌ تورّثُ وليست مجردَ كلماتٍ.

تفعيل الأنشطة الوطنية في المؤسسات التعليمية

وعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن تفعيل الأنشطة التالية:

  • تنظيم ندواتٍ ومسابقاتٍ عن حربِ أكتوبرَ لتعميقِ الانتماءِ.
  • تذكيرهم بالانتصاراتِ الوطنيةِ والمناسباتِ بأنشطةٍ تفاعليةٍ تشركُ الطلابَ وتسردُ لهم حكاياتِ البطولاتِ.
  • تقديم نماذجَ حيةٍ من سيرةِ الأبطالِ ليكونوا قدوةً.

دور الأسرة والأهل في غرس حب الوطن

لا شك أن حبَّ الوطنِ يبدأُ من الأسرةِ، ولا مانعَ من أحاديثِنا اليوميةِ عن حبِّ الوطنِ في الأحاديثِ أو القدوةِ العمليةِ، مع تشجيعِ الأبناءِ على متابعةِ الأخبارِ والإنجازاتِ الوطنيةِ، وربطِ القيمِ الأسريةِ بالواجبِ الوطنيِ والانتماءِ.

دور الوعي الجمعي ووسائل الإعلام

أما عن دورِ الوعي الجمعي بجميعِ وسائلِه كالإعلامِ والدراما والمؤسساتِ الدينيةِ، فيكون من خلال:

  • إنتاج أعمالٍ فنيةٍ كالأفلامِ والمسلسلاتِ وأعمالٍ دراميةٍ تبرزُ عظمةَ النصرِ وتضحياتِ الأبطالِ.
  • توظيف الإعلامِ في حملاتِ توعيةٍ تربطُ الماضي بالحاضرِ.
  • تعزيز وتكثيف خطبِ الجمعةِ وخطبِ ودروسِ المؤسساتِ الدينيةِ حولَ أن حبَّ الوطنِ دينٌ وعبادةٌ، فمصرُ وطنٌ يعيشُ فينا لا نعيشُ فيه.