صباح الشرق / SABAHACHARK
حظيت هيئة الدفاع عن الشباب المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة بمدينة بركان بإشادة واسعة من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن تقديرهم الكبير لأداء المحامين وما أبانوا عنه من بسالة ومسؤولية في مرافعاتهم أمام المحكمة الابتدائية ببركان.
في مشهد قلّ نظيره، تجسّد الانسجام بين القانون والضمير الإنساني داخل قاعة المحكمة، حيث قدّمت هيئة الدفاع نموذجًا راقيًا للمحاماة المسؤولة، مؤديةً دورها بكل شرف ووفاء لقيم العدالة.
وضمّت الهيئة نخبة من المحامين المشهود لهم بمواقفهم المبدئية وإنسانيتهم العالية، خاضوا جلسة ماراثونية استمرت أكثر من خمس ساعات، دافعوا خلالها عن المتابعين بحجج قانونية دقيقة وروح وطنية عالية، فحوّلوا قاعة الجلسات إلى فضاء لتكريس قيم الكرامة والإنصاف.
وتنوّعت مرافعات المحامين بين التحليل القانوني الدقيق وتفكيك التهم الموجهة إلى المعتقلين، وبين خطاب إنساني عميق يضع كرامة المواطن وحقه في التعبير السلمي في صلب الاهتمام. لم تكن المرافعات مجرد أداء مهني تقني، بل كانت صرخة ضمير حيّ في وجه كل ما يمكن أن يمس حرية الرأي والاحتجاج المشروع.
هذا الأداء المهني الرفيع لم يمرّ دون صدى، إذ عجّت منصات التواصل الاجتماعي بتدوينات الإشادة والثناء على المحامين الذين وُصفوا بـ”صوت الشباب في قاعة المحكمة” و”درع العدالة في لحظة امتحان”.
وأجمع المراقبون على أن هيئة الدفاع في بركان أعادت الاعتبار لفن المرافعة الهادفة، وأثبتت أن المحاماة ليست مجرد مهنة، بل رسالة سامية أساسها الدفاع عن الحقوق وصون الحريات.
وشهدت الجلسة حضورًا لافتًا من المتتبعين والفاعلين المحليين، الذين اعتبروا مرافعات هيئة الدفاع “تاريخية” بكل المقاييس، لما تميزت به من قوة الحجة وصفاء الموقف، مؤكدين أن أداء المحامين أثلج صدور ساكنة الإقليم وأعاد الثقة في مرفق العدالة.
كما لم يفت هيئة الدفاع التعبير عن تقديرها لهيئة المحكمة التي أبدت تفهمًا كبيرًا ومنحت جميع الأطراف حقها الكامل في بسط دفوعاتها في جو من الهدوء والاحترام، وهو ما اعتبره المراقبون علامة مضيئة في مسار العدالة المحلية.
لقد كانت هيئة الدفاع ببركان في هذه القضية مثالًا يُحتذى، حيث امتزج القانون بالأخلاق، والحجة بالإنسانية، لتُكتب صفحة مشرقة في سجل العدالة بالمدينة.
فكل التحية والتقدير لهؤلاء المحامين الذين اختاروا أن يكونوا في صف الحقيقة والكرامة، وجعلوا من المرافعة منبرًا لصوت الوطن والضمير، ومن العدالة وعدًا بالإنصاف لكل من آمن بأن الحق لا يضيع ما دام وراءه من يدافع عنه.
وتؤكد هذه الإشادة الواسعة، وفق مراقبين، المكانة المرموقة التي تحظى بها هيئة الدفاع بمدينة بركان، باعتبارها ركيزة أساسية لترسيخ العدالة وضمان الحقوق، ومثالًا صادقًا على الممارسة المهنية النزيهة التي تنصر القانون وتدافع عن الكرامة الإنسانية.