في خطوة مفاجئة تعكس طموحاتها الكبيرة في عالم الذكاء الاصطناعي، أعلنت مجموعة سوفت بنك اليابانية يوم الاثنين عن استحواذها على قسم الروبوتات التابع لشركة ABB الهندسية السويسرية، وذلك مقابل 5.4 مليار دولار أمريكي، وتأتي هذه الصفقة في إطار سعي سوفت بنك الحثيث لتعزيز قدراتها ومكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي المتنامي.
هذه الصفقة الهامة، والتي لا تزال تخضع لموافقات الجهات التنظيمية حول العالم، تعني بشكل قاطع أن شركة ABB السويسرية لن تتابع خططها السابقة بفصل أعمالها في مجال الروبوتات وتحويلها إلى شركة مستقلة مُدرجة في البورصة.
رؤية سوفت بنك نحو الذكاء الاصطناعي الفائق
علق ماسايوشي سون، المؤسس والرئيس التنفيذي لسوفت بنك، على هذه الخطوة الطموحة قائلاً: “المجال التالي الذي تركز عليه سوفت بنك هو الذكاء الاصطناعي الفيزيائي، ومن خلال التعاون الوثيق مع ABB Robotics، سنعمل جاهدين على توحيد أفضل التقنيات والمواهب العالمية تحت مظلة رؤيتنا المشتركة، وهي دمج الذكاء الاصطناعي الفائق مع عالم الروبوتات، مما سيقود إلى تطورات جذرية تدفع البشرية إلى الأمام”، ويؤكد هذا التصريح على الإيمان الراسخ لدى سوفت بنك بقدرة الذكاء الاصطناعي على تغيير مستقبل البشرية.
ويشير مصطلح “الذكاء الاصطناعي الفائق” (ASI) إلى مستوى من الذكاء الاصطناعي يتجاوز القدرات البشرية بشكل كبير، حيث يُقال إنه أذكى من البشر بعشرة آلاف مرة، وذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNBC واطلعت عليه “العربية Business”.
استراتيجية سوفت بنك في عصر الذكاء الاصطناعي
لطالما سعى ماسايوشي سون إلى ترسيخ مكانة سوفت بنك في قلب الثورة المحتملة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال سلسلة من الاستثمارات وعمليات الاستحواذ الاستراتيجية في مختلف مجالات التكنولوجيا ذات الصلة، ويظهر ذلك جليًا في ممتلكات سوفت بنك.
- تمتلك سوفت بنك شركة ARM لتصميم الرقائق، وهي شركة رائدة في هذا المجال، وتعتبر رقائق ARM أساسًا للعديد من الأجهزة الذكية في العالم.
- كما تمتلك سوفت بنك حصة كبيرة في شركة OpenAI، الشركة المطورة لنظام ChatGPT الشهير، مما يعزز من تواجدها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك سوفت بنك بالفعل استثمارات واعدة في مجال الروبوتات، بما في ذلك شركتي AutoStore Holdings و Agile Robots.
سوفت بنك والروبوتات: قصة طموح مستمر
لا تعتبر مجموعة سوفت بنك اليابانية حديثة العهد في مجال الروبوتات، ففي عام 2012، استحوذت سوفت بنك على حصة الأغلبية في شركة فرنسية متخصصة في الروبوتات تُدعى Aldebaran.
وبعد مرور عامين، أطلقت الشركتان روبوتًا بشريًا أُطلق عليه اسم “بيبر”، وهو رهان لم يحقق النجاح المأمول في نهاية المطاف، ولكن الروبوتات عادت الآن لتتبوأ مكانة بارزة كأحد المجالات الرئيسية التي تركز عليها المجموعة اليابانية العملاقة.
دوافع ABB لبيع قسم الروبوتات
مورتن فيرود، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة ABB في أغسطس 2024، كان قد دفع في السابق بفكرة فصل وحدة الروبوتات التابعة للشركة كخطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قيمة الشركة.
وأكدت شركة ABB في بيان رسمي أن عملية البيع “ستحقق قيمة فورية لمساهميها”، وأضافت الشركة أنها تعتزم استخدام عائدات الصفقة “بما يتماشى مع مبادئها الراسخة في تخصيص رأس المال”.
وتتوقع ABB أن تحقق عائدات نقدية صافية من الصفقة تُقدر بحوالي 5.3 مليار دولار أمريكي.
في المقابل، تبلغ التكاليف المتوقعة لعملية الانفصال حوالي 200 مليون دولار، علمًا بأن ما يقرب من نصف هذا المبلغ مُدرج بالفعل ضمن توقعات ABB لعام 2025.