5 مسارات و3 مواثيق.. ماذا نعرف عن “قمة المستقبل” في الأمم المتحدة؟ – ترند نيوز

5 مسارات و3 مواثيق.. ماذا نعرف عن “قمة المستقبل” في الأمم المتحدة؟ – ترند نيوز

تستعد الأمم المتحدة لعقد “قمة المستقبل”، الأحد والاثنين، في مقرها بمدينة نيويورك، في ضوء تصاعد تحديات القرن الـ21، ومواكبة المتغيرات المتسارعة التي تواجه البشرية، بما يشمل الحروب، والنزاعات، والكوارث الطبيعية، والتغيرات المناخية، والتطورات التكنولوجية السريعة.

وفي تصريحات تمهيداً للحدث، الذي يشارك فيه عدد من قادة العالم، دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، إلى تحويل الاتفاقات المهمة التي ستعتمدها القمة إلى عمل على أرض الواقع لوضع العالم على مسار أفضل يفيد الجميع.

وأضاف جوتيرش أن “من ضمن أهداف القمة وضع أساس لإصلاح لمجلس الأمن الذي عفا عليه الزمان ليكون أكثر تمثيلاً وفعالية للعالم اليوم”، بحسب بيان الأمم المتحدة.

ما هي “قمة المستقبل”؟

في العام 2020، استهلت الأمم المتحدة الذكرى الـ75 لتأسيسها، في بدء نقاش عالمي بشأن الآمال والمخاوف بشأن المستقبل.

وبعد 4 سنوات، أفضت تلك النقاشات إلى عقد “قمة المستقبل” في سبتمبر الحالي، وكان التصور الأولي هو وُضع في ذروة “جائحة كورونا”، عندما كان هناك شعور في المنظمة الأممية بأنه بدلاً من التعاون لمواجهة هذا التهديد العالمي الذي أثر علي الجميع، تباعدت البلدان والشعوب.

وتُركز فعاليات القمة على 5 مسارات رئيسية، تشمل التنمية المستدامة والتمويل، والسلام والأمن، ومستقبل رقمي للجميع، والشباب والأجيال المقبلة، والحوكمة العالمية، وموضوعات أخرى تتقاطع مع كل أعمال الأمم المتحدة، بما في ذلك حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وأزمة المناخ.


وسيصدر في ختام القمة 3 اتفاقات تصادق عليها نحو الدول المشاركة، تتمثل في “ميثاق المستقبل” و” الميثاق الرقمي العالمي”، وأخيراً “إعلان الأجيال القادمة”.

وسيعمل “الميثاق الرقمي العالمي” على سد الفجوات الرقمية، حيث سيكون أول اتفاق عالمي بشأن تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليضع أسس إنشاء منصة دولية يكون مركزها الأمم المتحدة، تجمع كافة الأطراف معاً.

أما “إعلان الأجيال القادمة”، بحسب جوتريتش، سيركز على إلزام القادة بوضع المستقبل بعين الاعتبار عندما يتخذون قراراتهم الآن.

لماذا تعتبر القمة مهمة؟

على الرغم من أن بعض القضايا التي تطرحها القمة ليس جديدة على مستوى النقاش العالمي، والتوصل إلى اتفاقات بشأنها مثل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وأهداف التنمية المستدامة، إلا أن هناك تصوراً واسع النطاق بأن هياكل الأمم المتحدة، التي تم تأسيس العديد منها منذ عقود، لم تعد عادلة أو فعالة بما فيه الكفاية، وفق ما ذكرت المنظمة في تقرير.

ولذلك، توفر “قمة المستقبل” فرصة للوفاء بشكل أكثر اكتمالاً بالوعود التي تم تقديمها بالفعل، وإعداد المجتمع الدولي للعالم المقبل، واستعادة الثقة.

وقالت مديرة السياسات في القمة، ميشيل جريفين، إن “العنصر الأكثر أهمية في التعاون الدولي هو الثقة.. الثقة في بعضنا البعض. الشعور بإنسانيتنا المشتركة وترابطنا”.

وأضافت: “القمة مصممة لتذكيرنا جميعاً، ليس فقط الحكومات ولا الأشخاص فحسب الذين سيحضرون إلى الأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر، بل الجميع، بأننا يجب أن نعمل معاً لحل أكبر مشاكلنا المشتركة”.

من هم اللاعبون الرئيسيون؟

يسبق القمة يومان للعمل، يُعقدان أيضاً في نيويورك، حيث سيحظى ممثلو المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، والسلطات المحلية والإقليمية، والشباب، والدول الأعضاء، والعديد من الفئات الأخرى، بفرصة المشاركة في الموضوعات الرئيسية للحدث.

وأشارت جريفين إلى أن “المرء عندما ينظر إلى الأمم المتحدة يعتقد أن الحكومات هي اللاعب الرئيسي، وهذا صحيح. إنهم من يجلس حول الطاولة، لكنهم يفعلون ذلك نيابة عن شعوبهم”.

وتابعت: “يُشارك ممثلو المجتمع المدني والشباب طوال الوقت وسيحضرون القمة. وسيكون القطاع الخاص هنا تقديراً للدور الهائل الذي يلعبه في تشكيل حياة الناس وفرصهم اليوم. هذه القمة للجميع ومن أجلهم، ويجب على الجميع أن يروا أنفسهم منعكسين فيها”.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

منظمو “قمة المستقبل” أكدوا أن ختام الحدث لن يكون نهاية المناقشات والقضايا التي تستمر على مدار 4 أيام، إذ من المتوقع أن يتحول التركيز إلى تنفيذ التوصيات والتعهدات الواردة في “ميثاق المستقبل”.

وفي نوفمبر المقبل، تستضيف أذربيجان مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP29، حيث سيكون تمويل المناخ على رأس جدول الأعمال.

كما يشهد ديسمبر المقبل، مؤتمر الأمم المتحدة بشأن البلدان النامية غير الساحلية في بوتسوانا، والذي سيتم خلاله البحث عن حلول للتنمية المستدامة.

وفي يونيو 2025، ستكثف الجهود الرامية إلى إصلاح الهيكل المالي الدولي في إسبانيا، في المؤتمر الدولي لتمويل التنمية، بما في ذلك هيئات مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، التي تقرر كيف وتحت أي شروط، تقدم القروض والمنح والمساعدة الفنية للدول النامية.

وشددت مديرة السياسات في القمة على أن “معظم البذور التي تزرعها قمة المستقبل ستحتاج بعض الوقت حتى تنمو وتزدهر. ويجب علينا جميعاً أن نشارك في تحميل الحكومات المسؤولية عن الوفاء بالتزاماتها على الساحة الدولية”.

قمة المستقبل والمنطقة العربية

تأتي قمة المستقبل في ظل أجواء تشوبها الاضطرابات والحروب التي تعصف بالعديد من المناطق حول العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، مما يجعل من الصعب على الكثيرين النظر إلى المستقبل بتفاؤل.

ومع تزايد الصراعات والنزاعات وارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين، تتجلى أهمية القمة في تقديم آليات أكثر فعالية للتعامل مع الأزمات الإنسانية والأمنية.

وقال مدير شعبة التوعية في إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي، ماهر ناصر، إن القمة تسعى إلى وضع حلول شاملة تأخذ في الاعتبار الأولويات الإنسانية والتنموية.

وأكد ناصر أن التحديات التي تواجه المنطقة لا تقتصر على الحروب والنزاعات فقط، بل تمتد لتشمل قضايا أخرى مثل الأمن الغذائي وانتشار الأمراض، وهي مشكلات تسعى القمة إلى وضع خطط عملية لمعالجتها.

كاتب صحفي لدى موقع ترند نيوز اهتم بمتابعة ورصد اخر الاخبار العربية والعالمية