الإحساس بحرقة شديدة في فروة الرأس ليس حالة واحدة بل عرضًا مشتركًا قد يرتبط بعدة مشكلات صحية خطيرة تتفاوت في شدتها وأثرها على الجلد والشعر.
وأوضح تقرير نشر فى موقع hshairclinic انه لابد من ربط هذا العرض بالأعراض المصاحبة له، وتحديد السبب بدقة، لأن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض أو حتى فقدان الشعر.
عوامل التهيج الموضعية
في كثير من الحالات، تكون العوامل البيئية أو العناية غير السليمة بالشعر سببًا مباشرًا في شعور الحرق. فالاستخدام المفرط للصبغات، أو كريمات فرد الشعر، أو منتجات التبييض، قد يؤدي إلى حروق كيميائية تُحدث التهابات في فروة الرأس. يُنصح في هذه الحالات بشطف فروة الرأس جيدًا عند الشعور بأي انزعاج، والامتناع فورًا عن إعادة استخدام المنتج حتى تقييم الحالة.
تأثير تسريحات الشعر المشدودة
ربط الشعر بقوة، مثل الضفائر المحكمة أو ذيل الحصان المشدود، قد يضغط على فروة الرأس ويسبب التهابات مزمنة تُعرف بثعلبة الشد. قد يشعر المصاب بحرقة وألم موضعيين، وفي بعض الأحيان تظهر فراغات في الشعر يصعب تعويضها إذا تأخر العلاج.
الذئبة الحمراء
من بين الأسباب المناعية التي قد تظهر على فروة الرأس، يُعد مرض الذئبة من أكثرها تعقيدًا. الذئبة مرض مناعي مزمن يُهاجم أنسجة الجسم، وقد يسبب التهابات في الجلد تشمل فروة الرأس. يشعر المريض بحرقة موضعية، حكة، وفي بعض الأحيان تساقط واضح في الشعر. بما أن الذئبة مرض جهازي، فمن الضروري تشخيصها مبكرًا لتجنب المضاعفات الممتدة إلى باقي أعضاء الجسم.
الأمراض الجلدية المزمنة
بعض الحالات الجلدية مثل الصدفية والتهاب الجلد الدهني ترتبط بشكل مباشر بحرقة فروة الرأس. في الصدفية، تتراكم خلايا الجلد بسرعة مُكوّنة قشور سميكة، وقد يشعر المريض بألم وحرق مزمن في أماكن الالتهاب. أما التهاب الجلد الدهني، فيصاحبه احمرار، قشور دهنية، وشعور بالحرارة أو الحرق، خاصة في المناطق الغنية بالغدد الدهنية.
أمراض مناعية
من المثير للانتباه أن بعض حالات تساقط الشعر ترتبط بشعور الحرق، مثل الثعلبة البقعية، وهي حالة مناعية يفقد فيها المريض شعره في بقع دائرية. هذا النوع من التساقط قد يبدأ بشعور غير طبيعي في فروة الرأس كالوخز أو الحرارة. كذلك، داء الشعريات، المعروف بـ”متلازمة حرق فروة الرأس”، يرتبط مباشرة بالحساسية المفرطة لألياف الشعر ويصاحبه شعور مستمر بالحرق دون وجود التهابات ظاهرة.
متى تطلب المساعدة الطبية؟
عندما يستمر الإحساس بالحرق لعدة أيام، أو يصاحبه أعراض مثل تقشر الجلد، الطفح الجلدي، أو تساقط مفاجئ للشعر، فإن زيارة طبيب الجلدية تصبح ضرورية. قد تحتاج الحالة إلى علاج دوائي مثل الستيرويدات الموضعية، أو فحص شامل للكشف عن أمراض مناعية.