أنفاق غامضة في مواقع نووية روسية.. هل تستعد موسكو لاختبار “تشيرنوبل الطائر”؟ – ترند نيوز

أنفاق غامضة في مواقع نووية روسية.. هل تستعد موسكو لاختبار “تشيرنوبل الطائر”؟ – ترند نيوز

أكد مركز أبحاث العلوم المتقدمة والتكنولوجيا في جامعة طوكيو، أن أقماراً اصطناعية حديثة كشفت عن إعداد موسكو لـ”أنفاق غامضة” في موقع التجارب النووية شمالي روسيا.

وأثارت هذه التطورات التي لوحظت خلال الشهر الجاري، تكهنات بشأن تجارب نووية محتملة، وتطوير أنظمة أسلحة متقدمة، وخاصة صاروخ كروز Burevestnik ذو القدرات النووية، وذلك وفقاً لموقع EurAsian Times المتخصص بشؤون الدفاع.

وكشف مختبر استراتيجيات الطوارئ التابع لمركز أبحاث العلوم المتقدمة والتكنولوجيا، عن أنشطة بناء كبيرة في موقع التجارب النووية شمالي روسيا بمجموعة جزر نوفايا زيمليا، حيث يعمل المركز البحثي الياباني منذ فترة طويلة على مراقبة الأنشطة الروسية في هذه المنطقة، عن كثب من خلال صور الأقمار الاصطناعية.

موقع التجارب النووية

لاحظ فريق المركز البحثي الياباني لأول مرة أنه كان يتم إزاحة التربة من أنفاق التجارب النووية، حيث أدت الأنشطة الأخيرة في نوفايا زيمليا إلى إثارة التكهنات بشأن نوايا روسيا فيما يتصل بالتجارب النووية وتطوير الأسلحة.

وقال الموقع إن هناك عدة عوامل تساهم في إثارة المخاوف بشأن النوايا الروسية فيما يتعلق بترسانتها النووية.

ودعا ميخائيل كوفالتشوك، العالم الروسي البارز ورئيس معهد كورتشاتوف، والذي يعتبر مستشاراً مقرباً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استئناف التجارب النووية في تلك الجزر.

وأضاف أن إجراء الاختبارات هناك مرة واحدة على الأقل أمر كاف، والتصرف الصحيح، الذي من شأنه أن يجبر الغرب على التفاوض مع روسيا.

وفي سبتمبر الماضي، عملت صحيفة Aftenposten وهي أكبر مطبوعة في النرويج، على مقارنة صور الأقمار الاصطناعية لعامي 2021 و2023، مشيرة إلى ظهور العديد من المباني والهياكل الجديدة في المنطقة الروسية.

ونشر مركز الأبحاث الياباني في وقت سابق هذا الشهر، العديد من الملاحظات استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية المنشورة، حيث أظهرت إحدى الصور الحديثة في 10 سبتمبر، سفينة نقل راسية في ماتوتشكين شاري، الواقعة وسط الجزيرة الرئيسية.

وفي اليوم التالي، تم رصد طائرتي نقل من طراز “Il-76″، تابعتين لشركة الطاقة النووية “روساتوم” في جزيرة نوفايا زيمليا.

وفي حين يؤكد مركز الأبحاث الياباني أنه لا يستطيع تقييم ما إذا كانت أنشطة البناء هذه مرتبطة بالتجارب النووية الجارية في روسيا، فإنه يشير إلى أن شيئاً مهماً يجري التحضير له في نوفايا زيمليا، ما يستدعي الاهتمام الوثيق.

“تشيرنوبل الطائر”

يعتقد العديد من المحللين الآن أن أعمال البناء في نوفايا زيمليا مرتبطة باختبار Burevestnik، وهو صاروخ كروز روسي منخفض الارتفاع يعمل بالطاقة النووية ومسلح نووياً.

ويتم إطلاق الصاروخ باستخدام محرك صاروخي قياسي، وبعد ذلك يجري تنشيط مفاعل نووي صغير أثناء الطيران، ما يسمح له بتغطية مسافات كبيرة. واكتسب هذا المبدأ التشغيلي لقب “تشيرنوبل الطائر” للصاروخ Burevestnik.

وخضع الصاروخ لاختبارات متعددة، وكانت النتائج في الغالب غير مواتية، ففي عام 2019، حدث خطأ في اختبار بالقرب من أرخانجيلسك، ما أودى بحياة 5 أشخاص على الأقل، ودفع إلى الاستعداد للإخلاء في قرية سوبكا القريبة.

ولم تعترف روسيا بفشل الاختبار، الأمر الذي ترك التفاصيل المحيطة بالحادث غير واضحة.

واعتبرت مصادر استخباراتية أميركية أن تجربة الصاروخ من جزيرة نوفايا زيمليا عام 2017 كانت ناجحة جزئياً. 

وتمكن صاروخ “تشيرنوبل الطائر” من البقاء في الجو لمدة دقيقتين تقريباً، قبل أن تبدأ روسيا جهودها لاستعادة صواريخها من قاع البحر.

ولم يقم الاتحاد السوفييتي أو روسيا رسمياً بإجراء أي تجارب نووية منذ عام 1990. ومن بين موقعي التجارب النووية الرئيسيين اللذين أنشأهما الاتحاد السوفيتي، تم إغلاق سيميبالاتينسك قبل وقت قصير من انهياره، ثم سقطت لاحقاً خارج الولاية القضائية الروسية بسبب استقلال كازاخستان.

وفي المقابل، يظل موقع التجارب النووية في نوفايا زيمليا تحت سيطرة وزارة الدفاع الروسية. واستُخدم لإجراء اختبارات دون حرجة للتحقق من موثوقية الرؤوس الحربية النووية، من بين أغراض أخرى.

“تجارب نووية”

أولى التجارب النووية التي تمت في نوفايا زيمليا كانت خلال خمسينيات القرن الـ20، لكن في العام 1987، وقع حادث مهم عندما وقع انفجار تجريبي في نفق ماتوتشكين شاري، ما أدى إلى انهيار أعمدة النفق، وإطلاق سحابة مشعة في الغلاف الجوي.

وأُجريت آخر تجربة نووية روسية في نوفايا زيمليا عام 1990.

وفي 2019، أشارت الحكومة الأميركية إلى أن بعض التجارب المتعلقة بالمجال النووي قد تكون جارية.

ويُعتقد أن جزيرة نوفايا زيمليا هي موطن الاختبار لصاروخ كروز Burevestnik الذي يعمل بالطاقة النووية.

وتُشير الملاحظات الأخيرة في نوفايا زيمليا إلى تطور كبير محتمل في القدرات النووية وبرامج التجارب الروسية.

ولم يتمكن باحثو المركز الياباني من تحديد ما إذا كانت حركات الأرض المرصودة مرتبطة فقط ببناء الأنفاق أم أنها تنطوي أيضاً على أنشطة بناء سطحية.

وأشار موقع EurasianTimes، إلى أنه في حين أن الطبيعة الدقيقة للأنشطة لا تزال غير واضحة، فإن الجمع بين أعمال البناء، وزيادة النقل، والسياق التاريخي يُظهر أن هناك استعدادات لعمليات كبيرة، ما يجعل إمكانية إجراء تجارب صاروخية نووية أمراً قابلاً للتطبيق.

وأثارت الأنشطة في نوفايا زيمليا مخاوف بين المراقبين الدوليين والدول المجاورة.

وأثبتت الحوادث السابقة، مثل انفجار عام 2019، المخاطر المحتملة المرتبطة بالأنشطة النووية في روسيا.

ويؤكد اكتشاف المواد المشعة في البلدان المجاورة في أعقاب مثل هذه الحوادث على التأثير الإقليمي لهذه الاختبارات.

كاتب صحفي لدى موقع ترند نيوز اهتم بمتابعة ورصد اخر الاخبار العربية والعالمية