المصائب تتوالى على إثيوبيا.. تهديد جديد بانهيار سد النهضة ونظام آبي أحمد في ورطة

كشف الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بالجامعة التكنولوجية بماليزيا، عن خطورة الكهوف الجيرية، التي تقع تحت سد السرج، المكمل لسد النهضة الذي وُصف بأنه السد الأخطر، مشيرًا إلى أن التكهفات من المشاكل الخطيرة، التي قد يغفل عنها معظم المصممين في مجال السدود.

مشكلات كهوف سد النهضة

واستعان الدكتور محمد حافظ بأحدث طرق الكشف عن مشكلات كهوف سد النهضة الجيرية، موضحًا أن وجود التكهفات والشقوق، في المناطق المعرضة للأمطار أو المياه بأنواعها، يؤدي إلى هبوط في المباني أو الطرق أو مهابط الطائرات أو حتى السدود.

وكشف الدكتور محمد حافظ عن خطورة الكهوف الجيرية الموجودة تحت سد السرج، مؤكدًا أنها “نموذج لمشكلة كهوف سد السرج..”

وقال مهندس أحمد عبد المجيد، الخبير الجيولوجي مهندس التصميم الجيوتقني وميكانيكا التربة، عن مشكلة الكهوف الجيرية تحت سد السرج: “من الأمور المهمة التي يجب أن تنتبه لها كمصمم، هي التكهفات الموجودة في الصخور. وتعتبر التكهفات من المشاكل الخطيرة جدًا، التي قد يغفل عنها معظم المصممين وخاصة فى حالة أن استكشاف الموقع لم يتم بصورة صحيحة، وغالبًا ما تتواجد في أنواع معينة من الصخور، وأشهرها الحجر الجيري (limestone).”

سر وجود كهوف الحجر الجيري تحت سد السرج

وعن تساؤلات البعض عن سبب وجود الكهوف بالحجر الجيري تحديدًا، فقال أحمد عبد المجيد: “الحجر الجيري هو من أكثر الصخور التي تتعرض لتكون الكهوف، بسبب أنه صخر رسوبي مكون بشكل رئيسي من كربونات الكالسيوم، وهي مادة شديدة التأثر بالتجوية الكيميائية (chemical weathering).”

وعن تشكل الكهوف الجيرية تحت سد السرج قال عبد المجيد: “تتشكل الكهوف في الحجر الجيري من خلال عملية تُسمى “الكارستية” (karstification)، حيث يذوب الحجر الجيري بسهولة عند تعرضه لمياه حمضية قليلًا، يمتص ماء المطر ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي والتربة، فيصبح حمضيًا بشكل طفيف (حمض الكربونيك).”

وأضاف “عندما يتسرب هذا الماء عبر الأرض، يذيب كربونات الكالسيوم في الحجر الجيري، مما يؤدي إلى توسيع الشقوق والفجوات.”

خطورة وجود كهوف جيرية تحت سد النهضة

وعن خطورة وجود تكهفات وشقوق في سد السرج، قال الخبير الجيولوجي أحمد عبد المجيد: “وجود التكهفات والشقوق، خاصة في المناطق المعرضة للأمطار أو المياه بأنواعها، يؤدي إلى هبوط في المباني أو الطرق أو مهابط الطائرات أو حتى السدود. وتزداد الخطورة في حالة السدود بسبب جريان المياه المستمر، ما قد يؤدي بمرور الوقت إلى تصدعات في جسم السد. أيضًا، عند تنفيذ الخوازيق، قد تسبب التكهفات انقلاب المعدات أثناء الحفر.”

وعن كيفية التعرف على وجود التكهفات من عدمه، قال الخبير الجيولوجي: “يمكن ذلك من خلال الجلسات، حيث قد تلاحظ تسريبًا لسائل الحفر، كما يجب إجراء دراسة جيوفيزيائية للتأكد من وجود التكهفات. أما عن طرق معالجة التكهفات، فأشهرها الحقن بمختلف أنواعه.”

وعلق صلاح أبو أميرة، مهندس سابق بوزارة الري والموارد المائية فقال: “المفروض أن يتم إنشاء حائط قاطع لخط الرشح (cutt of wall) أسفل أساسات السد أثناء تنفيذه تظهر أي كهوف ويتم معالجتها…”

وأجاب أستاذ السدود الدكتور محمد حافظ قائلًا: “هي فعلا ظهرت في تقرير شركة الجسات الأرضية وساليني تعلم بها بشكل جيدًا وتم التعامل معها.”

انهيار فجائي تحت سد السرج

وكان الدكتور محمد حافظ قد كشف، مؤخرًا، عن وقوع انهيار فجائي تحت سد السرج، في المنطقة الجيولوجية الضعيفة بالسرج، مؤكدًا أن الانهيار الذي وقع تحت سد السرج ناتج عن وجود كهوف جيرية تحت السد.

وقال الدكتور محمد حافظ عن الانهيار الذي وقع في سد السرج: “إن الانهيار الذي حدث تحت (قدمة) سد السرج في المنطقة الجيولوجية الضعيفة هو إنهيار ناتج عن (كهوف جيرية) تحت سد السرج.”

وأشار محمد حافظ إلى أن شكل حواف الانهيار يؤكد أنه إنهيار فجائي نتج عنه كسر الطبقة العليا الطينية للـ (القدمة) وظهر تحتها (فراغ كبير). موضحًا أن ذلك “الكسر بهذه الشكلية هو نوع من أنواع (الانهيارات الأرضية) للكهوف الجيرية الموجودة تحت سد السرج في منطقة (الفاليت)”.

الشركات الغربية العاملة بسد النهضة تعرف خطورة الكهوف

وأكد أستاذ هندسة السدود الدكتور محمد أن الشركات الإيطالية والفرنسية والصينية، التي عملت في سد النهضة وسد السرج يعلمون بوجود (كهوف) تحت أساسات السد الخرساني (سد النهضة) وسد السرج، ولكنهم أكدوا أنهم قد أصلحوا كل تلك الكهوف، وليس هناك أي خطر مستقبلي منها.

وقال محمد حافظ عن الانهيار الأخير إن “الزمن بدأ يختبر جودة تنفيذ تلك الشركات، والتي كانت تعمل من منظور أرخص التكاليف على حساب الآمان.”

ووصف محمد حافظ شكل وتصميم سد النهضة وسد السرج، قائلًا: “في المنظر العام.. يبدوا التصميم رائع.. ولكن الشيطان يكمن في تفاصيل (التنفيذ)، والشيطان وعاشيرته يكمن فيما بعد (الخدمة) وخاصة أول (3 سنوات).”