تصعيد جنوب لبنان.. ألف هدف لتل أبيب و1.5 مليون إسرائيلي في مرمى نيران “حزب الله”

تصعيد جنوب لبنان.. ألف هدف لتل أبيب و1.5 مليون إسرائيلي في مرمى نيران “حزب الله”

تصاعدت وتيرة الصراع، الذي احتدم بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي بين إسرائيل و”حزب الله” في جنوب لبنان، بعدما نفذت تل أبيب سلسلة من الضربات استهدفت قادة الجماعة اللبنانية، وقتلت عدداً منهم، فيما ردت الجماعة باستهداف مناطق العمق الإسرائيلي بالصواريخ. 

الجيش الإسرائيلي، في إطار تصعيده غير المسبوق منذ اندلاع المواجهات التي أعقبت الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتور الماضي، شن غارات على نحو ألف هدف في جنوب لبنان، خلال الأسبوعين الأخيرين، حسبما قالت مصادر إسرائيلية، بينما تعرضت مباني عدة في عمق إسرائيل للقصف، بما في ذلك منزل تضرر بشدة بالقرب من مدينة حيفا. 

وبحسب تقييمات أمنية إسرائيلية، فإن جماعة “حزب الله” اللبنانية، ستحاول الوصول بعملياتها العسكرية إلى مناطق أعمق في الداخل الإسرائيلي، بعد أن أطلقت صواريخ، صباح الأحد، على منطقتي حيفا ووادي يزرعيل، جنوب الحدود مع لبنان، فيما قال مسؤول أميركي لـ”الشرق”، إن واشنطن تحاول تجنب عملية برية إسرائيلية.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، في تقرير بثته، الأحد، إن حوالي 1.5 مليون إسرائيلي، أصبحوا الآن في مرمى نيران “حزب الله”. 

وكان “حزب الله” قد أعلن أن صواريخه، التي أطلقها، صباح الأحد، استهدفت منشأة تابعة لشركة “رافائيل” الدفاعية في منطقة حيفا، وقاعدة “رامات ديفيد” الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

وجاء في تقرير القناة 12 أيضاً “أن حزب الله لم يستخدم الصواريخ الدقيقة في ترسانته بعد، خشيةً أن يؤدي ذلك إلى بدء حرب شاملة مع إسرائيل”، وذلك بعد 11 شهراً من الهجمات عبر الحدود التي تقول الجماعة إنها “تأتي لدعم قطاع غزة وسط الحرب الجارية هناك”. 

اقرأ أيضاً
اقرأ أيضاً

تقييم أمني إسرائيلي: “حزب الله” سيستهدف عُمق تل أبيب بالصواريخ

ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن التقييمات الأمنية في تل أبيب تشير إلى أن جماعة “حزب الله” ستحاول الوصول بعملياتها العسكرية إلى مناطق أعمق في الداخل الإسرائيلي.

وبلغت حدة الضربات المتبادلة على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل مستويات غير مسبوقة، منذ أن فتح “حزب الله” جبهة ثانية أمام إسرائيل تضامناً مع فلسطينيي غزة

معركة “الحساب المفتوح”

وتبادلت إسرائيل و”حزب الله” إطلاق النار بكثافة نهاية الأسبوع المنصرم، إذ أطلقت الجماعة اللبنانية صواريخ نحو عمق الشمال الإسرائيلي بعد تعرضها لبعض من أعنف عمليات القصف خلال عام تقريباً من الصراع.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، خلال تشييع جثمان القيادي الكبير بالجماعة إبراهيم عقيل، الذي لقي مصرعه في قصف إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة: “لن نحدد كيفية الرد على العدوان، ودخلنا مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح”.

وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أن العمليات ستستمر حتى يصبح من الآمن عودة من تم إجلاؤهم في الشمال، وهو ما يمهد الطريق لصراع طويل الأمد مع توعد حزب الله بمواصلة القتال حتى وقف إطلاق النار في غزة.

وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في بيان نقله التلفزيون المحلي، أن الجيش مستعد جيداً للمراحل التالية من القتال، لكنه لم يذكر ما الذي قد يستتبعه ذلك. وأضاف “سنفعل كل ما يلزم للقضاء على التهديدات ضد إسرائيل”.

وانفجرت آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية “بيجر” وأجهزة “ووكي توكي” التي يستخدمها أعضاء حزب الله يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في هجوم يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي المسؤولة عنه، لكنها لم تؤكد أو تنفي ضلوعها فيه.

واستهدفت غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، الجمعة، عدداً من أكبر قيادات “حزب الله”، في هجوم قالت وزارة الصحة اللبنانية، إنه أودى بحياة 45 شخصاً. وقال “حزب الله” إن 16 عضواً من الجماعة كانوا من بين القتلى، بمن فيهم القيادي الكبير إبراهيم عقيل وقيادي آخر هو أحمد وهبي.

اتساع نطاق هجمات إسرائيل

وشهد يوم السبت قصفاً غير مسبوق أيضاً قال الجيش الإسرائيلي إنه أصاب نحو 290 هدفاً، بما في ذلك آلاف من فوهات إطلاق الصواريخ التي يستخدمها حزب الله.

وقالت مصادر إسرائيلية، إن نطاق الهجمات ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، حيث تم تنفيذ حوالي 700 ضربة على أهداف مختلفة في نهاية الأسبوع، فيما تم استهداف 150 هدفاً إضافياً، صباح الاثنين. 

وأشارت إلى أن هذا العدد يتجاوز بكثير ما كان يُستهدف سابقاً، حيث كانت عشرات الأهداف تُضرب شهرياً في الأشهر الماضية.

وأكدت أن قيادة المنطقة الشمالية وضعت خطط هجوم بالتنسيق مع قسم الاستخبارات، لتحديد مواقع إطلاق الصواريخ التي كان “(حزب الله) يخطط لاستخدامها في هجمات صاروخية على شمال إسرائيل”.

وقالت وسائل إعلام رسمية لبنانية وسكان، إن صاروخاً سقط في منطقة جبلية غير مأهولة شرقي مدينة جبيل الساحلية، الاثنين، حسبما أفادت “رويترز”.

وقال أحد السكان، طلب عدم كشف هويته، للوكالة، إن المنطقة لم تتعرض لغارات جوية من قبل، مشيراً إلى إنها تقع بين قرى يقطنها سكان مسيحيون وشيعة.

رد “حزب الله”

وقال الجيش الإسرائيلي، إن 150 صاروخاً وصواريخ كروز وطائرات مسيرة، أطلقت باتجاه إسرائيل، الأحد، وإن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت معظمها، ومنها “هدف جوي” كان قادماً من الشرق في إشارة إلى العراق، حيث أعلنت فصائل مسلحة موالية لإيران استهداف مواقع في إسرائيل.

وامتدت حالة التأهب في إسرائيل إلى مدينة حيفا الساحلية جنوباً، مما يشير إلى أن إسرائيل تعتقد أن “حزب الله” قد يقصف مناطق أعمق مما كانت تصل إليه ضرباته منذ بدء الحرب.

وقال “حزب الله” عبر تليجرام: “قامت المقاومة ‏الإسلامية يوم الأحد باستهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من ‏نوع (فادي 1) و(فادي 2)، وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف ‏المناطق اللبنانية”.

وقال مسؤول في المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مجموعة من فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، إنها شنت هجمات بصواريخ كروز وطائرات مسيرة متفجرة على إسرائيل، فجر الأحد، في إطار “مرحلة جديدة في جبهة الإسناد” مع لبنان.

كاتب صحفي لدى موقع ترند نيوز اهتم بمتابعة ورصد اخر الاخبار العربية والعالمية