حروب وتهريب سلاح ومخدرات.. الأردن في مواجهة “عواصف إقليمية”

حروب وتهريب سلاح ومخدرات.. الأردن في مواجهة “عواصف إقليمية”

يواجه الأردن منذ أشهر تحديات متزايدة تهدد أمن حدوده واستقراره، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، بدءاً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب حملات عسكرية في الصفة الغربية، والمواجهات في جنوب لبنان، وصولاً إلى مساعيه في التصدي لعمليات تهريب المخدرات والسلاح عبر حدوده. 

ووضعت هذه التطورات، الأردن، في مواجهة تتعلق بقدرته على حماية الحدود من محاولات تسلل، وتهريب الأسلحة والمخدرات، من قبل جماعات تسعى إلى زعزعة الأمن الداخلي، ما يمثل تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد.

وبحسب إحصائيات رسمية، شهد الأردن العام الماضي، زيادة بنسبة 20% في محاولات تهريب المخدرات والأسلحة عبر حدوده، كما تم ضبط ملايين الأطنان من المواد المخدرة، في حين أعلن إحباط 150 عملية لتهريب الأسلحة والمواد المخدرة عبر الحدود منذ بداية العام الجاري.

اقرأ أيضاً
اقرأ أيضاً

مصادر استخباراتية لـ”رويترز”: 4 ضربات جوية أردنية على تجارة المخدرات في سوريا

قالت مصادر استخباراتية إقليمية، إن الأردن نفذ أربع ضربات داخل سوريا، الثلاثاء، استهدفت ما يُشتبه بأنها مزارع ومخابئ لمهربي المخدرات المرتبطين بإيران.

وأكد ملك الأردن عبد الله الثاني، خلال لقاء مع عدد من وجهاء العشائر، مؤخراً، أن “الأردن سيرد على أي تهديد لسيادته”، مشدداً على أن “بلاده لن تكون ساحة لتصفية الحسابات أو تصعيد الأوضاع في المنطقة، سواء في الضفة الغربية أو القدس”.

بدوره، شدد رئيس أركان الجيش الأردني، يوسف الحنيطي، على جاهزية القوات المسلحة للتصدي لهذه التهديدات، مؤكداً زيادة المراقبة وتكثيف الدوريات في المناطق الحدودية لتعزيز الأمن ومنع أي اختراقات.

تحديات سياسية وأمنية

الخبير العسكري، عمر الرداد، قال في حديث مع “الشرق”، معقباً على تصريحات ملك الأردن ورئيس الأركان، إنها “جاءت في سياق موقف أردني ثابت بالتحذير من توسع الحرب في المنطقة وانتقالها إلى مستويات جديدة، قد تجر الكثير من الأطراف للدخول فيها رغماً عنهم”.

وبيّن أن الأردن “عاش نذر هذا التوسع في أبريل الماضي، عندما ردت إيران بصواريخ ومسيّرات استهدفت إسرائيل بعد سقوط ضباط من الحرس الثوري الإيراني في هجوم استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق”، مؤكداً أنه “لن يسمح بأن يكون ساحة لتصفية الحسابات بين إسرائيل وإيران”.

اقرأ أيضاًarticle image
اقرأ أيضاً

إيران تتوعد بالرد على قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق.. واتصال أميركي “نادر” مع طهران

قال ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لـ”الشرق” إن واشنطن لا علاقة لها بالهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، فيما اتهمت طهران إسرائيل متوعدة بالرد.

وأوضح الرداد أن هذا الموقف حمله وزير الخارجية، أيمن الصفدي، في زيارته الأخيرة إلى إيران، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، إسماعيل هنية، نهاية يوليو في طهران، والتهديد الإيراني بالرد على إسرائيل.

وأضاف: “أعتقد أن الرسالة الأردنية، اليوم، موجهة إلى كافة الأطراف ومفادها: لن يسمح لأي طرف مهما كان باستباحة حدوده أو أجوائه”.

وأشار الرداد إلى مواجهة الأردن “تحديات أمنية وسياسية، أبرزها الذي تمثله إيران وأذرعها في سوريا والعراق، والتي تواصل عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات، وبالتزامن فإن هناك تحديات يمثلها اليمين الإسرائيلي، تضع الأردن في قائمة أهدافه، وتخطط لتهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن”.

بيئة متوترة

بدوره، قال الخبير العسكري، نضال أبو زيد، لـ”الشرق” إن الأردن “يقع في بيئة جيواستراتيجية متوترة، حيث شمالاً هناك حال انفلات أمني في جنوب سوريا، وشرقاً لا تزال تبعات الخلل الأمني الذي خلفه تنظيم داعش تلقي بظلالها في غرب العراق، كما يتحمل تبعات الموقف الدبلوماسي من الموقف الرسمي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ووقوفه الرسمي مع الأشقاء في الضفة والقطاع”.

وأشار أبوزيد إلى أنه “منذ تولي حكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو أصبح الخطاب الإعلامي الإسرائيلي أكثر حدة تجاه الأردن، وتعمق بعدما استخدم وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريش خارطة أظهر فيها الأردن جزءاً من دولة الاحتلال”.


وقال أبوزيد في هذا الصدد: “الخطاب الرسمي الإسرائيلي لم يقف عند هذا الحد، بل توسعت إشارات عابرة للحدود ظهرت في حديث لوزير الخارجية يسرائيل كاتس، بعدما بدأت العملية العسكرية في الضفة بأنه سيتم تهجير أهلها إلى الأردن، الأمر الذي يعطي مؤشراً على أن الحكومة اليمينة يزعجها موقف الأردن الرسمي في رفض الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة والقطاع”.

وأوضح أن إسرائيل “حاولت منذ 76 عاماً تجسيد حالة إعلامية بأن الصراع إسرائيلي- فلسطيني، ثم تحاول الترويج إعلامياً بأن الصراع إسرائيلي- فلسطيني في الضفة، وإسرائيلي مع حماس في غزة، وبنفس نمطية الخطاب الإعلامي تعاملت إسرائيل مع لبنان بأن روجت للصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية”.

وأشار أبوزيد إلى أن إسرائيل تسعى، من خلال تعميم هذه النمطية، إلى “سلخ الحالة العربية على واقع الصراع، الذي هو أساساً عربي- إسرائيلي، وليس فلسطيني- إسرائيلي، ضمن هذا السياق استشرف الأردن الخطوة الإسرائيلية، وحاول الحفاظ على خطاب رسمي في المحافل الدولية، يؤكد على أن الصراع عربي- إسرائيلي، ويؤكد على الوصاية الأردنية للمقدسات في القدس والأراضي المحتلة”.

كاتب صحفي لدى موقع ترند نيوز اهتم بمتابعة ورصد اخر الاخبار العربية والعالمية