الأمطار الغزيرة تزيد نسبة الغطاء النباتي في الصحراء الكبرى

الأمطار الغزيرة تزيد نسبة الغطاء النباتي في الصحراء الكبرى

أظهرت الأقمار الاصطناعية، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، زيادة في الغطاء النباتي في منطقة الصحراء الكبرى، مقارنة بسنة 2023، بسبب ارتفاع نسبة الأمطار.

تشتهر الصحراء الكبرى، التي تحتل الجزء الشمالي من إفريقيا بمساحة تزيد عن 9 ملايين كيلومتر مربع، بمناظرها القاحلة والجافة، حيث تتلقى بعض مناطقها بضع مليمترات فقط من الأمطار سنوياً. 

لكن ظاهرة نادرة حدثت في تلك الصحراء بعد أن عبرها إعصار، وجلب معه أمطاراً غزيرة إلى مناطق نادراً ما تتعرض لها، وفق ما أورده تقرير لـ ABC News.

أمطار غزيرة

في السابع والثامن من سبتمبر الجاري، شهدت تلك المناطق الجافة أمطاراً غزيرة تسببت في فيضانات وسيول جارفة، وألحقت أضراراً بالقرى، والطرق، وقطعت الكهرباء والمياه عن بعض المناطق في المغرب.

وهذه الظواهر ليست جديدة بالكامل على المنطقة، إذ تتساقط بعض الأمطار كل صيف، لكن ما جعل هذا الحدث فريداً هو تدخل إعصار استوائي، وهو ظاهرة نادرة في هذه الأقاليم الصحراوية. 

والإعصار الاستوائي نظام جوي منخفض الضغط، يتشكل فوق المياه الدافئة للمحيطات الاستوائية، والمدارية، وغالباً ما يكون مصحوباً بعواصف رعدية، وأمطار كثيفة.

وقد ساهم هذا النظام الجوي الذي تشكل فوق المحيط الأطلسي في سحب كميات كبيرة من الرطوبة من إفريقيا الاستوائية إلى شمال الصحراء الكبرى.

صور وكالة ناسا

والتقط القمر الاصطناعي “تيرا” التابع لوكالة ناسا صوراً تُظهر التدفقات المائية الناتجة عن الأمطار والسيول في المنطقة، وتُبرز هذه الصور، التي تم التقاطها باستخدام مزيج من الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء، وجود عدد من مناطق الفيضانات في الصحراء.

وتشير التحليلات الأولية إلى أن بعض المناطق المتضررة تلقت ما يصل إلى 200 مليمتر من الأمطار خلال يومين فقط، وهو ما يعادل الكمية السنوية المعتادة في تلك المناطق. 

وامتلأت البحيرات الجافة المعتادة في الصحراء بمياه الأمطار، مثل البحيرات الموجودة في حديقة إيريكي الوطنية في المغرب، وهو حدث نادر للغاية؛ فمن بين مئات حالات الهطول الغزير المسجلة في الصحراء الكبرى، خلال العقدين الماضيين، تم تحديد ست حالات فقط تسببت في امتلاء تلك البحيرات.

الأمطار في الصحراء الكبرى

وجد الباحثون أن ما يقرب من 30% من حالات سقوط الأمطار الغزيرة في الصحراء الكبرى تحدث خلال فصل الصيف، وأن القليل منها فقط مرتبط بعواصف خارج استوائية مثل العاصفة الأخيرة، وعلى مدار الفترة من 2000 إلى 2021.

ويقول الباحثون إنهم سجلوا خلال تلك الأعوام أكثر من 38,000 حالة هطول غزير في الصحراء الكبرى، مما يعزز فكرة أن تلك الظواهر قد تكون أكثر شيوعاً؛ مما كان يُعتقد سابقاً، ولكن بدرجات متفاوتة من التأثير.

كاتب صحفي لدى موقع ترند نيوز اهتم بمتابعة ورصد اخر الاخبار العربية والعالمية