
مقدمة
في حادثة جديدة تعكس التحديات التي تواجه القوات المسلحة الأمريكية، تحطمت مقاتلة من طراز “إف-35” التابعة للبحرية الأمريكية بالقرب من قاعدة ليمور الجوية البحرية في ولاية كاليفورنيا. يأتي هذا الحادث بعد شهرين فقط من تحطم آخر لطائرة من هذا الطراز، مما يثير تساؤلات حول سلامة هذه المقاتلة المتطورة التي تعتبر حجر الأساس في أسطول الجيش الأمريكي.
تفاصيل الحادث
وفقاً لبيان رسمي صادر عن البحرية الأمريكية، وقع الحادث حوالي الساعة 6:30 مساءً، حيث تمكن الطيار من القفز بالمظلة بسلام. وفيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد أسباب الحادث، تظهر تقارير أولية مشاهد مروعة من موقع التحطم، حيث ارتفعت أعمدة من الدخان الأسود والنيران في أراضٍ زراعية مفتوحة بالقرب من القاعدة.
المقاتلة المعنية هي إحدى الطائرات التابعة لسرب VF-125 المُعروف باسم “Rough Raiders”، وهو سرب بديل للأسطول مسؤول عن تدريب الطيارين وأطقم الطائرات. إن الطائرة، التي تُعتبر نمطاً من الجيل الخامس، تعكس أعلى مستويات التقنية العسكرية، إذ يُتجاوز سعرها 100 مليون دولار.
طراز “إف-35” وأهميته
تجسد طائرة “إف-35” واحدة من أكثر الطائرات الحربية تقدماً في العالم، حيث صممت للعمل على حاملات الطائرات. تتوزع أنماط الطائرة عبر الفروع العسكرية: القوات الجوية تستخدم طراز “إف-35 إيه”، بينما يعتمد المارينز على طراز “إف-35 بي” الذي يتميز بإمكانية الإقلاع القصير والهبوط العمودي. تعتبر هذه الطائرة ضرورة ملحة في سياق الجاهزية العسكرية الأمريكية، لكن مجال الصيانة والاعتمادية لطائرات “إف-35” قد أثار قلقاً متزايداً على مر السنوات.
حوادث سابقة وأثرها على السلامة الجوية
من المهم الإشارة إلى أن هذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال عام 2023، حيث انطلقت موجة من الحوادث التي أثرت على سمعة هذه المقاتلة. التحطم السابق تعرضت له طائرة “إف-35 إيه” تابعة للقوات الجوية في قاعدة إيلسون الجوية بألاسكا خلال مهمة تدريبية، حيث نجا الطيار أيضاً.
تثير هذه الحوادث القلق إزاء فعالية هذه الطائرات المتطورة، رغم الادعاءات حول تحسن القدرات التكنولوجية. ومع كون أكثر من 17 دولة حول العالم تشارك في برنامج “إف-35” جنباً إلى جنب مع شركة “لوكهيد مارتن” المصنعة، يبقى السؤال: هل بإمكان هذه المقاتلة الحفاظ على مكانتها كأداة رئيسية في الأغراض العسكرية في ظل التحديات الحالية؟
الخاتمة
في ظل التطورات الأخيرة، يتعين على الجهات المعنية تحليل الأسباب والتداعيات المترتبة على الحوادث المتكررة لطائرات “إف-35”. إن الحفاظ على مستوى عالٍ من السلامة والاستعداد هو أمر حيوي لكل من الجيش الأمريكي والدول الشريكة. تزايد التحديات التي تواجه هذه الطائرات يفرض الحاجة إلى إعادة النظر في جوانب الصيانة والتشغيل، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل برنامج المقاتلات المتقدمة.