قد يفاجئك أن مصدر ألم الرأس ليس دائمًا في الدماغ نفسه، بل ربما يبدأ من مكان آخر تمامًا: فمك. إذ تشير تجارب طبية متعددة إلى أن مشكلات الفم، وبالأخص الأسنان، يمكن أن تكون السبب غير المتوقع خلف الصداع المستمر أو المفاجئ.
كيف تنقل أسنانك الألم إلى رأسك؟
ببساطة، الأسنان ترتبط بمجموعة من الأعصاب الدقيقة، أبرزها العصب الثلاثي التوائم، الذي يُعد من أكبر الأعصاب في الوجه. وعندما تصاب السن بعدوى أو التهاب، يُحفَّز هذا العصب، فينقل الإشارة العصبية إلى مناطق قريبة، من بينها الرأس والعينين والجبين، مما يُنتج شعورًا بالصداع.وحسبما ذكر تقرير نشر في موقع Delight Dental Smiles، فإن مشكلات الأسنان، خصوصًا الالتهابات والخراجات، قد تُحفّز أعصاب الوجه وتسبب صداعًا حادًا أو متكررًا.
متى يكون ألم الضرس سببًا في صداعك؟
في حالات معينة مثل وجود خراج في الضرس أو التهاب في اللثة أو حتى كسر غير مرئي في الأسنان، يبدأ الجسم في إرسال إشارات عصبية متكررة إلى الدماغ. ومع تراكم هذه الإشارات، يشعر الشخص بضغط في الرأس أو ألم في جانب واحد منه. في بعض الأحيان، يتطور الأمر إلى صداع نصفي خاصة إذا لم تُعالج المشكلة الأساسية.
هل هو صداع أم تحذير من فمك؟
من الأخطاء الشائعة اعتبار الصداع مشكلة منفصلة تمامًا عن الفم. لكن في كثير من الحالات، يكون مجرد عرض لمشكلة في الأسنان لم تُكتشف بعد. ولهذا، ينصح أطباء الفم والأسنان بالخضوع لفحص شامل عند تكرار الصداع دون سبب واضح.
كيف تتصرف إذا شعرت بصداع مصدره الفم؟
لا تُهمل الألم المتكرر في الأسنان حتى لو كان بسيطًا.
استشر طبيب الأسنان فورًا إذا ترافق الصداع مع ألم في الفك أو تورم اللثة.
تجنب المسكنات فقط، واهتم بعلاج السبب.
حافظ على صحة الفم بنظافة مستمرة وفحوصات دورية.
ربما لم تفكر يومًا أن صداعك المستمر قد يرتبط بسنٍ واحدة فقط. لكن الحقيقة أن فمك قد يُرسل نداء استغاثة لا يُفهم إلا صدفة أو بعد وقت طويل. لذلك، كن حذرًا، ولا تتجاهل آلام الأسنان، فربما تكون مفتاح الراحة من صداعك الذي ظننته بلا سبب.