الجيش الإسرائيلي يعلن رسمياً اغتيال حسن نصر الله

الجيش الإسرائيلي يعلن رسمياً اغتيال حسن نصر الله

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، في أعقاب غارة على معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، بينما لم يصدر عن الحزب، حتى الآن، أي تعليق بشأن ذلك، فيما أشارت مصادر مقربة منه لـ”رويترز” في وقت سابق، إلى انقطاع الاتصال بنصر الله، عقب الغارة الإسرائيلية. 

 وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، السبت، في أعقاب الإعلان عن اغتيال أمين عام “حزب الله”، “هذ ليس آخر ما في جعبتنا.. الرسالة بسيطة.. أي شخص يهدد مواطني إسرائيل سنعرف كيف نصل إليه”. 

وتصاعدت المواجهة بين جماعة “حزب الله” اللبنانية وإسرائيل، في سبتمبر الجاري، عندما انفجرت آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية لـ”حزب الله”، بشكل متزامن على مدار يومين، ما أودى بحياة العشرات وأصاب الآلاف، ثم شنت إسرائيل هجوماً على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفر عن اغتيال قادة كبار في “حزب الله”.

ونفذت إسرائيل، الاثنين الماضي، أكبر قصف لها على لبنان أودى بحياة 558 شخص في يوم واحد، ودفع عشرات الآلاف من السكان إلى النزوح من الجنوب، وأعلن قادة الجيش الإسرائيلي، حينها، نقل تركيزهم العسكري من قطاع غزة إلى الجبهة اللبنانية، واستعدادهم لعملية برية محتملة.

وأقر نصر الله، في آخر خطاب له يوم 19 سبتمبر، بأن جماعته تلقت “ضربة كبيرة”، واعتبر أن الهدف الإسرائيلي من “تفجيرات البيجر” والأجهزة اللاسلكية، هو الضغط على الحزب لوقف القتال على جبهة لبنان، لكنه تعهد بمواصلة المعركة، مؤكداً أن “جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة”.

وبدأ “حزب الله” سلسلة مناوشات واشتباكات يومية عبر الحدود مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 “إسناداً لغزة” في اليوم التالي لاندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني، حتى الآن.

وجاء اغتيال نصر الله، إن تم تأكيده، ليمثل ثاني ضربة بهذا المستوى، بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، خلال وجوده في العاصمة الإيرانية طهران، في 31 يوليو الماضي، وتتوعد إيران منذ ذلك الحين بالرد على إسرائيل التي لم تعلن مسؤوليتها رسمياً عن اغتيال هنية.

نتنياهو يواصل التصعيد

ويزيد اغتيال “نصر الله” من المخاوف بشأن إمكانية انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، إذ جاءت الضربة الإسرائيلية بعد يوم من تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن “التفاهمات”، مع الإدارة الأميركية بشأن مقترح وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، والذي كان مشاركاً في بلورته، وذلك، بعد وصوله إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار مسؤولون أميركيون، إلى أنه “وفقاً للتفاهمات المبكرة مع نتنياهو، كان من المفترض أن يُصدر بياناً يرحب فيه بمقترح وقف إطلاق النار، ويعرب عن استعداده لمناقشته”.

ومع ذلك، عندما هبط نتنياهو في نيويورك، أصدر بياناً مختلفاً تماماً، وقال: “سياستنا واضحة – سنواصل ضرب (حزب الله) بكل قوة. لن نتوقف حتى نحقق جميع أهدافنا، وعلى رأسها إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم. هذه هي السياسة، ولا ينبغي لأحد أن يخطئ في فهمها”.

اقرأ أيضاً
اقرأ أيضاً

هجوم إسرائيل على ضاحية بيروت.. قنابل “خارقة للتحصينات” تدمر مباني سكنية كاملة

أظهرت لقطات في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل تزن 2000 رطل في تنفيذ تلك الهجمات.

وفي وقت مبكر من صباح الخميس، عندما أقلعت طائرة نتنياهو إلى نيويورك، أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا و10 دول غربية وعربية أخرى بياناً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل ولبنان.

وجاء في البيان أن الولايات المتحدة والدول الأخرى تتوقع من جميع الأطراف،  بما في ذلك حكومتا لبنان وإسرائيل، الموافقة على الاقتراح.

وامتدت آثار الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة لنحو قرابة العام، إلى جبهات عدة في المنطقة، شملت لبنان الذي يشهد مواجهة واسعة مع إسرائيل، واليمن حيث شن الحوثيون هجمات صاروخية على إسرائيل وأخرى موجهة ضد سفن يقولون إنها مرتبطة بها في البحر الأحمر، في حين وجهت إسرائيل ضربة مباشرة نادرة لميناء الحديدة اليمني. كما أعلنت جماعات عراقية مسؤوليتها عن عدة هجمات بالمسيرات على إسرائيل خلال الأشهر الماضية.

ولم تقتصر المواجهات مع تل أبيب على الجماعات المتحالفة مع إيران، بل شهدت المنطقة لأول مرة هجوماً إيرانياً مباشراً بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل في أبريل الماضي، جاء رداً على قصف إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتل مسؤولاً كبيراً في الحرس الثوري الإيراني.

تعثر مفاوضات غزة

وتُراوح الجهود الدولية لإنهاء الحرب على غزة مكانها منذ أشهر، إذ فشلت جولة المفاوضات الأخيرة غير المباشرة بين “حماس” وإسرائيل بالعاصمة القطرية الدوحة، والتي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، في نهاية أغسطس الماضي.

ولم تحقق تلك المفاوضات تقدماً في أي من الملفات العالقة بين الطرفين، خاصة بعد أن أصر الجانب الإسرائيلي على وجود 5 نقاط مراقبة على طول محور فيلادلفيا، بعمق يمتد بين 300-400 متر في قلب أحياء مدينة رفح الحدودية مع مصر، وهو ما رفضته حركة “حماس”، بينما أكدت مصادر مصرية مسؤولة، في وقت سابق، رفض القاهرة لأي وجود إسرائيلي في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

والسبت، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة لتصل إلى 41 ألفاً و586 ضحية، وفق تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فيما لا يزال الآلاف تحت الأنقاض. 

كاتب صحفي لدى موقع ترند نيوز اهتم بمتابعة ورصد اخر الاخبار العربية والعالمية