“ثورة” أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي ابتكره لاجئان سوريان

thu-1765197423.jpg

في عالم تسيطر عليه الشركات الغربية الكبرى، يأتي نموذج الذكاء الاصطناعي العربي “ثورة” كإجابة عن سؤال لطالما طرحه المستخدمون: أين العرب من الذكاء الاصطناعي؟

ولا يقتصر تفرد “ثورة” فقط على كونه نموذج ذكاء اصطناعي عربي في المقام الأول، ولكن في آلية تشغيل النموذج نفسها واعتماده على تقنيات تختلف عن نماذج الذكاء الاصطناعي المعتادة، وذلك وفق تقرير موقع “تيك فور فلسطين”.

وقد وُلد “ثورة” على يد شقيقين سوريين هما هاني وسعيد الشهابي، إذ غادرا سوريا قبل عام 2011، ومع وصولهما إلى ألمانيا قررا الاهتمام بعالم الحاسوب والتقنية.

وبعد سنوات من العمل في الشركات التقنية الألمانية الكبرى، قرر الشقيقان اتباع نهج مختلف، وطرح نموذج ذكاء اصطناعي عربي يهتم بخصوصية المستخدمين ويقدم معلومات حقيقية وصديق للبيئة.

تقنية مختلفة جوهريا

للوهلة الأولى، يبدو نموذج “ثورة” كأنه محاولة لتعريب تقنية الذكاء الاصطناعي وإضافة نكهة عربية على التقنيات الغربية المنتشرة عالميا والمستخدمة بكثرة في كافة بقاع الأرض.

ولكن الحقيقة تختلف عن ذلك، فنموذج “ثورة” يعتمد على مفهوم مختلف في عالم الذكاء الاصطناعي الذي بنته الشركات التقنية العملاقة التي تقف وراء ” شات جي بي تي ” وغيرها.

ويبدأ هذا الاختلاف من آلية عمل النموذج، فإن “ثورة” يعتمد على نموذج “جي إل إم -4.5 إير” (GLM-4.5 Air) وهو نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر من نوعية “خليط الخبراء”، وهو يملك أكثر من 100 مليار معيار مختلف، وبدلا من تفعيل كل هذه المعايير معا في وقت واحد عند توجيه كل سؤال، فإن “ثورة” يفعل 12 مليار معيار في كل سؤال.



مصدر الصورة
“ثورة” للذكاء الاصطناعي يجمع مزايا النماذج المختلفة (وكالات)

وتمنح هذه النقطة بمفردها نموذج “ثورة” اختلافا عن بقية نماذج الذكاء الاصطناعي التي تستهلك كافة قوتها عند توجيه كل سؤال لها، مما يجعلها تستهلك كمّا ضخما من الطاقة والقوة الحوسبية في كل سؤال.

ويتباهى نموذج “ثورة” في موقعه الرسمي بكونه فعّالا أكثر من “شات جي بي تي” بنسبة 93% بسبب آلية استخدام المعايير الفريدة فضلا عن كونه أكثر توفيا في الطاقة.

ويضيف الموقع الرسمي لنموذج “ثورة” بأن استخدام المعايير بشكل مختلف يمنح النموذج سرعة أكبر ودقة أكبر في العلميات اليومية التي لا تحتاج للكثير من القوة الحوسبية، فضلا عن كونه أقل تكلفة في التشغيل.

كما يمتاز النموذج بتوافق كامل مع مختلف الواجهات البرمجية بفضل اعتماده على حزمة المطورين من ” أوبن إيه آي “، وهو ما يجعله ملائما للعمل مع كافة تطبيقات “الفايب كودينج”.

الخصوصية أولا قبل المزايا

ويعتمد نموذج الذكاء الاصطناعي العربي “ثورة” على خوادم “ديجيتال أوشن باك إيند” ( DigitalOcean backend) و”توغيذر إيه آي إنفيرنس” (TogetherAI inference)، وكلاهما خوادم مؤمنة بشكل كامل وبعيدة عن تأثير كبرى الشركات التقنية أو حتى الحكومات، وذلك وفق تقرير موقع “تيك فور فلسطين”.

لذلك فإن جميع المحادثات التي تتم مع “ثورة” تظل محمية بشكل كامل ولا يمكن تحليلها أو بيعها من قبل أي جهة خارجية، وهذا على الرغم من أن “ثورة” تحتفظ ببعض المحادثات لأغراض تقنية بحتة.

هويّة عربية بالكامل

يقول هاني الشهابي أثناء حديثه مع موقع “إنسايد بركة” أن دخوله هو وشقيقه إلى قطاع التقنية كان لترك أثر ممتد في حياتهم وحياة كل من حولهم، وهذا السبب هو الذي دفعهم لترك وظائفهم والاهتمام بتطوير “ثورة” خاصة مع التعتيم الغربي على الأحداث العربية في فلسطين وغيرها.



مصدر الصورة
هاني الشهابي (يمين) وسعيد الشهابي غادرا سوريا قبل عام 2011 (مواقع التواصل)

ويؤكد الشهابي في حديثه مع الموقع أن “ثورة” جاء كرد مباشر على سؤال الخصوصية في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ تملك محركات البحث خيار “دك دك غو” وتطبيقات المراسلة “سيغنال” والمتصفحات “بريف”، ويضيف الشهابي قائلا: “عمتي تتحدث مع الذكاء الاصطناعي أكثر من أي شخص أعرفه. وأشعر أن هذا أمر فظيع لأن شات جي بي تي يفتقر لوجود إطار أخلاقي. وهذا أمر مُخيف”.

ويؤكد الشقيقان أثناء حديثها مع “إنسايد بركة” أن النموذج مصمم للمستخدمين الذين يبحثون عن ذكاء اصطناعي يتمتع بضمير حي ويحترم الخصوصية ويدافع عن المجتمعات المهمشة، فضلا عن دعمه الكامل للقضية الفلسطينية.