عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في - ترند نيوز نقدم لكم اليوم في 6 ساعات.. بالصور تفاصيل الضربة الجوية وعبور الجنود في ذكرى نصر أكتوبر - ترند نيوز
أدهم السيد
نشر في: الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 11:52 ص | آخر تحديث: الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 11:52 ص
تحلّ الذكرى الـ52 لنصر أكتوبر المجيد، لتعيد إلى الذاكرة واحدة من أعظم لحظات العزة في التاريخ المصري المعاصر، حين اخترقت الطائرات المصرية صمت الجبهة وسدّت الأفق، معلنة انطلاق معركة استرداد الأرض والكرامة.
كانت تلك الطائرات أول من عبر إلى سيناء منذ سنوات الاحتلال، تبعتها موجات الجنود الأبطال في قواربهم المطاطية، متحدّين أمواج القناة ونيران العدو، ليعتلوا الساتر الترابي الشاهق، ويزرعوا علم مصر على أرض ظلت مغتصبة لـ6 سنوات.
6 ساعات فقط كانت كفيلة بتحويل مسار التاريخ. ففيها خاض الجنود المصريون ملحمة صمود نادرة، بأجسادهم وأسلحتهم الخفيفة، في مواجهة الدبابات والطائرات والتحصينات. ومعها بدأت أولى معارك النصر التي فتحت طريق تحرير الأرض.
وفي هذا التقرير، تستعرض الشروق تفاصيل تلك الساعات الست الحاسمة في حرب أكتوبر، انطلاقًا من الضربة الجوية المباغتة، ومرورًا بعبور القناة، ووصولًا إلى اقتحام خط بارليف، أحد أقوى التحصينات العسكرية في القرن العشرين. وذلك نقلًا عن: المعارك الحربية على الجبهة المصرية للمؤرخ جمال حماد، مذكرات اللواء عبد الغني الجمسي رئيس عمليات الجيش المصري وقتها، وكتاب الحرب العربية الإسرائيلية 1973 للمؤلف جورج جوريج.
- "قوات تمصّ القصب" وخطة الخداع الاستراتيجي
اعتمد الجيش المصري في نصر أكتوبر على عنصر المفاجأة، من خلال تنفيذ خطة خداع استراتيجي معقدة، شملت المجالات السياسية والعسكرية، وتم تطبيقها على مدار سنوات.
وفي صباح يوم 6 أكتوبر، بدا مشهد الخداع في أوجه، حين ظهر الجنود المصريون على شاطئ القناة وهم يمصّون القصب ويتناولون البرتقال، بينما بدأ بعضهم في لعب الكرة أو السباحة في مياه القناة، في مشهد يوحي باستحالة وجود نية للحرب في هذا اليوم الرمضاني الهادئ.
- الضربة الجوية وثأر النسور
في تمام الساعة الثانية ظهرًا، قطع هدوء الجبهة صوت الطائرات الحربية المصرية، وهي تحلق على ارتفاع شديد الانخفاض. شاهدها الجنود المصريون، فارتفعت معنوياتهم وهم يرون الطائرات تعبر القناة في أسراب تسد الأفق، متجهة نحو أهدافها.
ونفذت 200 طائرة ضربة جوية مركزة، استهدفت المطارات ومراكز القيادة والمدفعية الإسرائيلية، لتُشل حركة العدو وتُربك قدرته على الرد. وأسفرت الضربة عن تدمير 90% من الأهداف المرسومة، مع فقدان أقل من 5 طائرات مصرية فقط.
- 4000 مدفع.. أبواب الجحيم تُفتح
بعد 6 دقائق فقط من الضربة الجوية، فتحت المدفعية المصرية "أبواب الجحيم"، بأحد أكبر التمهيدات النيرانية في التاريخ العسكري. وأطلق نحو 2000 مدفع مصري 10 آلاف قذيفة في أول دقيقة فقط، واستمرت القصف المدفعي قرابة ساعة كاملة، دكّت خلالها حصون خط بارليف ودمرت مواقع العدو ودباباته.
واعتمدت الخطة المصرية على تدمير القلاع الإسرائيلية بالقذائف، لتسهيل مهمة المشاة في الاقتحام
- عبور تحت النيران
اندفع الجنود المصريون من كل الاتجاهات نحو القناة، حاملين قواربهم المطاطية، ليعبروا تحت هدير القذائف، متحدّين أمواج المياه. وما إن وصلوا إلى الساتر الترابي حتى تسلّقوه باستخدام سلالم الحبال، بارتفاع بلغ 20 مترًا، مقتحمين واحدًا من أقوى الخطوط الدفاعية في عصره.
في الوقت نفسه، بدأ "صائدو الدبابات" من الجنود المصريين في نصب الكمائن، استعدادًا لقدوم الآليات الإسرائيلية الثقيلة.
- اختراق خط بارليف "المنيع"
نجح الجنود المصريون في اقتحام خط بارليف، وهو عبارة عن سلسلة من القلاع الحصينة، تحيط بها الأسلاك الشائكة وحقول الألغام والخنادق المحصنة والدشم الخرسانية. ويفصلها عن القناة ساتر ترابي بزاوية حادة وارتفاع 20 مترًا، يصعب تسلقه تحت النار.
وصُمم خط بارليف ليسهل تحرك الدبابات الإسرائيلية من خلال طرق ومصاطب خاصة، لنجدة القلاع عند حدوث أي هجوم مفاجئ.
- الصمود بأجساد مكشوفة
واجهت الموجات الأولى من الجنود المصريين خطر الدبابات والطائرات المعادية دون وجود تغطية من الدبابات المصرية في اللحظات الأولى. ومع ذلك، صمدوا لعدة ساعات، وهم يواجهون الآليات الإسرائيلية الثقيلة باستخدام صواريخ خفيفة مضادة للدروع.
أما الجنود الآخرون، فخاضوا مواجهات مباشرة من المسافة صفر مع الجنود الإسرائيليين المتحصنين داخل القلاع.
- الهندسة العسكرية.. تدمير الساتر وبطولات لا تُنسى
لعب سلاح المهندسين المصري دورًا حاسمًا في الحرب، حيث تمكن من تدمير الساتر الترابي باستخدام مئات من خراطيم المياه عالية الضغط، ما أتاح عبور الدبابات وحماية القوات المتقدمة.
وشارك نحو 15 ألف مقاتل من سلاح المهندسين في إقامة الجسور والمعديات، التي مكنت من نقل المدفعية والدبابات إلى الضفة الشرقية من القناة.
وسطر الشهيد أحمد حمدي، قائد سلاح المهندسين، أروع الأمثلة في البطولة، حين استشهد بنيران العدو أثناء إشرافه المباشر على عمليات إبرار الدبابات المصرية على أرض سيناء.
0 تعليق