عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في - ترند نيوز نقدم لكم اليوم في قلب المتحف المصري.. لوحة «سيف النصر» تحكي ملحمة من أمنحتب إلى أكتوبر 1973 - ترند نيوز
إسلام عبد المعبود
نشر في: الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 2:50 م | آخر تحديث: الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 2:50 م
يعرض المتحف المصري في التحرير اللوحة الجرانيتية الضخمة في قاعة (13 أرضي)، شاهدةً على إرث عسكري وسياسي ضارب في جذور الدولة المصرية.
وتعود اللوحة، بحسب المتحف، إلى الملك "أمنحتب الثالث"، لكن أُعيد استخدامها في عهد الملك مرنبتاح، فيما تُعد واحدة من أثمن الكنوز المحفوظة في المتحف، ليس فقط لقيمتها الأثرية، بل لما تحمله من رمزية وطنية تعبر الزمان والمكان.
* من المتحف إلى الوجدان الوطني
وتسرد اللوحة عبر نقوشها قصة نصر مصري قديم، أعيد إحياؤه في ذاكرة الأمة خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، فهي لا تجسد فقط تمجيد الملك، بل تُعيد بعث روح الانتصار والدفاع عن الوطن في كل من يقرأ رموزها أو يتأمل تفاصيلها.
* «سيف النصر» في يد مرنبتاح
وأشار المتحف، إلى أن اللوحة نُقشت في الأصل خلال حكم الملك أمنحتب الثالث، أحد ملوك المجد في الأسرة الثامنة عشرة، لكنها أُعيد استخدامها لاحقًا في عهد الملك مرنبتاح (1213–1203 ق.م)، ابن رمسيس الثاني، حيث نقش على جانبها الخلفي مشهد رمزي بالغ القوة: الملك يتلقى "سيف النصر" من الإله آمون رع، في إشارة إلى الدعم الإلهي لاستمرار الحكم وتحقيق النصر.
وفي أسفل اللوحة، نقش مرنبتاح نصًا يؤرخ لعامه الخامس، يوثق انتصاراته في حملاته العسكرية ضد الليبيين وقبائل بلاد الشام، حيث نجح في الدفاع عن حدود مصر الغربية والشمالية، واستعادة الهيبة المصرية.
* نقوش الماضي تصافح إنجاز الحاضر
لا يختلف هذا التوثيق الفرعوني القديم، الذي يُظهر الملك يتلقى "سيف النصر"، عما فعله الجيش المصري في السادس من أكتوبر 1973، حين كسر أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، واستعاد الأرض والكرامة؛ لذا تُصبح اللوحة جسرًا زمنيًا يربط بين إرادة النصر القديمة والعزيمة القومية الحديثة.
* لوحة تنطق بالتاريخ
يتجاوز حجم اللوحة المترين، وهي من الجرانيت الرمادي الثقيل، ما يجعلها لا تنقل فقط محتوى بصريًا، بل شعورًا بالثبات والقوة، كل نقش فيها يعكس عقلية ملكية تعي أهمية التخليد والتوثيق، وكل مشهد فيها يُشبه قصيدة نحتية تمجد الدفاع عن الوطن.
* رسالة خالدة من داخل المتحف
اللوحة ليست فقط أثرًا محفوظًا خلف الزجاج، بل رسالة بصرية خالدة من أعماق المتحف المصري لكل زائر: "أن مصر، عبر تاريخها، لم تتخل يومًا عن الدفاع عن حدودها، وأن "سيف النصر" لم يكن فقط رمزًا فرعونيًا، بل ظل معلقًا في سماء الوطن حتى سُحب مجددًا في أكتوبر 1973".
0 تعليق