عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في - ترند نيوز نقدم لكم اليوم خالد محمود يكتب: انتصار أكتوبر 1973 في مرآة السينما العالمية - ترند نيوز
نشر في: الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 5:56 م | آخر تحديث: الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 5:57 م
- معظم الأعمال تبرز الصدمة الإسرائيلية ورد الفعل العسكرى.. وتغض الطرف عن التخطيط الاستراتيجى العربى والنجاحات الميدانية فى العبور وتدمير خط بارليف
- تقديم الغرب رؤية أحادية عن الحرب.. والدول العربية لم تسع حتى الآن لإنتاج فيلم سينمائى بمعايير عالمية
تُعد حرب أكتوبر 1973 واحدة من اللحظات المفصلية الفارقة فى التاريخ العربى الحديث، حيث نجح الجيش المصرى العظيم فى قلب موازين القوى بالشرق الأوسط، محققين إنجازًا عسكريًا غير مسبوق. هذه الحرب، التى تُعرف فى الغرب باسم حرب يوم الغفران (Yom Kippur War)، لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل محطة كبرى أعادت رسم خريطة المنطقة سياسيًا وعسكريًا ورغم هذا الثقل التاريخى، فإن السينما العالمية لم تنصف أكتوبر بالصورة التى تليق بحجم الانتصار العربى. وكان تمثيلها محدودا نسبيا مقترنة بالحروب الأخرى وكانت هناك بعض الأفلام التى تناولتها بشكل مباشر أو ضمنى وتمت غالبا من منظور غربى، خصوصا «أمريكى أو إسرائيلى»، بينما غابت الرؤية العربية عنها فى معظم الإنتاجات العالمية الكبرى.
لم تقدم تلك الأعمال هذا الانتصار الكبير كما حدث بالفعل، فقد هيمن السرد الإسرائيلى - الغربى على معظم الأفلام التى تناولت الحرب، مما جعل الانتصار العربى يظهر محدودا أو يتم تجاهله وتهميشه ببطولاته مثل العبور وتحطيم خط بارليف لصالح التركيز على «الصدمة الإسرائيلية» والارتباك أو الجوانب الاستخباراتية، وخرجت كصورة منقوصة للواقع.
«كيبور»
صدمة نفسية
فى السينما الروائية نتوقف عند بعض النماذج منها فيلم The Yom Kippur War (Yom Kippur) أو «حرب يوم الغفران (يوم كيبور) (2000)» إنتاج فرنسى إسرائيلى، وهو واحد من أهم الأفلام التى تناولت حرب أكتوبر، إخراج عاموس جيتاى والذى قدم الحرب كصدمة نفسية، وقد استند إلى تجربته الشخصية كجندى خلال الحرب.
ركّز الفيلم على المعاناة الفردية للجنود الإسرائيليين، المصابين والجرحى والصدمة والارتباك.
ويركز على الفوضى وسوء التنسيق الذى واجهته إسرائيل فى بداية الحرب.
من دون أى حضور جاد أو التطرق للرواية العربية أو بطولات الجيش المصرى والسورى، حتى فى الأيام الأولى، جاءت الحرب هنا كجرح إنسانى إسرائيلى، لا كمعركة متكاملة أُعيد فيها الاعتبار للعرب.
ومن بين المشاهد المثيرة هو ذلك الذى أشار لاستدعاء الاحتياط من المفاجأة بسرعة، الجنود يجمعون معداتهم، نشاهد الصدمة فى تعابير وجوههم، ونلمس الارتباك فى استنفار مفاجئ.
أيضا مشاهد تُظهر كيف ينقل الجنود المصابون القلق، الفوضى، عبر التكثيف البصرى للصوت، صراخا، توترا.
كان التركيز ليس كبيرا على الخطط الاستراتيجية، بقدر ما هو على يوميات الجنود: الخوف، الضياع.
النتائج النفسية للمعركة كانت حاضرة، حيث نرى مشاهد إصابات، موت زملاء، مشاهد عودة الجنود، تصوير الخسائر النفسية.. الكوابيس، الصدمات عبر لقطات تظهر محاولات استيعاب ما حدث بعد انتهاء القتال.
«جولدا»
الحرب كأزمة إسرائيلية لا كانتصار عربى
فى الفيلم البريطانى «جولدا» Golda 2023 قدم المخرج جاى ناتيف حرب أكتوبر من منظور أحادى يتركز على رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير. بدلا من تصوير العبور المصرى وتحطيم خط بارليف كإنجاز استراتيجى، والذى لم يظهر إلا كخلفية للأحداث، بينما ركز العمل على ارتباك الجيش الإسرائيلى وقيادته والمفاجأة الاستخباراتية. محادثاتها مع كيسنجر، والخوف من انهيار إسرائيل. انتصار العرب غاب تقريبًا، وحل مكانه تصوير جولدا كقائدة صلبة تمكنت من الصمود وإدارة الأزمة. جاءت مشاهد الحرب مبتورة، تُعرض عبر أصوات الجنود المذعورين والبث الإذاعى، فيما ظهرت السياسة الأمريكية باعتبارها المنقذ الحقيقى لإسرائيل. حتى لحظة حصار الجيش الثالث المصرى صُورت فى الفيلم كـ «فرصة ضائعة» لإسرائيل، وليس كجزء من ملحمة الانتصار العربى. وبهذا، أعاد الفيلم صياغة المعركة كدراما إسرائيلية داخلية، محورها معاناة جولدا وصمودها، متجاهلا بالكامل الأبعاد البطولية والانتصارات الميدانية للعرب.
هناك عدة مشاهدة موحية بالمضمون، منها مشهد لجنة «أجرانات»، حيث يبدأ الفيلم بلقطة لجولدا مائير أمام لجنة التحقيق التى شُكّلت بعد الحرب، وهى تجيب عن أسئلة حول الفشل الاستخباراتى الذى أدى إلى المفاجأة.
التركيز هنا على أن إسرائيل لم تكن مستعدة، وأن الحرب جاءت «غدرًا» يوم الغفران. فيما لا يوجد أى تصوير للجانب العربى، فقط حديث عن تقصير المخابرات الإسرائيلية.
المشهد الثانى: المكالمات مع هنرى كيسنجر،، عدة لقطات تُظهر جولدا وهى تتحدث مع وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر، جولدا تصف الوضع بأنه «خطر وجودى على إسرائيل»، كيسنجر يتحدث عن ضرورة وقف إطلاق النار، بينما تُصر جولدا على أن تُمنح إسرائيل وقتا لتُحقق إنجازا عسكريا ، هنا يظهر البعد السياسى الأمريكى – الإسرائيلى باعتباره مفتاح «الخروج» من الحرب، وليس الإنجاز العربى. المشهد الثالث: الحديث عن حصار الجيش الثالث المصرى.
فالفيلم يُشير إلى أن إسرائيل تمكنت من تطويق ٣٠ ألف جندى مصرى فى الثغرة ليوحى السرد أن إسرائيل كان يمكنها ضرب هذا الجيش لولا تدخل السياسة الأمريكى، بذلك، يحول الفيلم مسار الحرب من «نصر عبور» عربى إلى «فرصة ضائعة لإسرائيل» كان يمكن أن تنتهى بانتصار.
المشهد الرابع هو تلك المشاهد الحربية المبتورة، معظم مشاهد القتال لا تُعرض بشكل مباشر، بل من خلال بث إذاعى أو صور مقتطعة قصيرة. ويظهر صوت الجنود الإسرائيليين يصرخون: «نحن محاصرون!» و«لا أريد أن أموت!»، هذه اللقطات تعزز صورة الحرب كأزمة نفسية إسرائيلية، بينما لا نرى أى تصوير لعبور القناة أو رفع العلم المصرى.
الخلاصة أن فيلم جولدا ركز على: المفاجأة والارتباك الإسرائيلى، دور جولدا مائير القيادى، الدعم الأمريكى كمنقذ. وتجاهل تفاصيل العبور المصرى، النجاحات الميدانية العربية، الرمزية الوطنية لانتصار أكتوبر.
بالتالى، تعامل الفيلم مع حرب أكتوبر ليس كـ نصر عربى، بل كـ أزمة إسرائيلية تجاوزتها جولدا بالسياسة والدعم الأمريكى.
«الملاك»
الحرب كمعركة استخباراتية
أثار فيلم «الملاك» (2018) جدلا واسعًا لطرحه رواية حساسة عن شخصية أشرف مروان، صهر الرئيس جمال عبد الناصر والمستشار المقرب من أنور السادات. العمل، المقتبس عن كتاب إسرائيلى، أعاد صياغة حرب أكتوبر باعتبارها معركة معلومات لا إنجازًا عسكريًا. فالحرب لا تُعرض كعبور قناة السويس أو تحطيم خط بارليف، بل كقصة «الجاسوس الذى أنقذ إسرائيل» عبر تسريباته وتحذيراته وعدم تصديق إسرائيل لها، فيما الفيلم يتجاهل بطولات الجنود المصريين ويضع كل شىء فى إطار لعبة استخباراتية، ليظهر الانتصار العربى وكأنه نتيجة «سوء تقدير إسرائيلى» أكثر منه ثمرة تخطيط استراتيجى عربى. بهذا، يتحول مروان فى الرواية السينمائية إلى بطل غامض مزدوج الولاء، بينما يُغيَّب السياق العربى تمامًا عن الشاشة ليقدم الحرب كـ«لعبة هقول» رغم أن آخر رواية إسرائيلية قالت بوضوح أن مروان كان أهم من خدع إسرائيل لحساب بلده مصر.
«ميونخ»
أكتوبر كخلفية سياسية
لم يتناول المخرج ستيفن سبيلبرج فى فيلمه «ميونيخ» munich الحرب مباشرة، لكنه أشار إليها فى سياق الصراع الإسرائيلى مع محيطه العربى، ويظهر المناخ الذى أدى إليها بعد عملية ميونيخ 1972، حيث تناول الفيلم عملية الثأر الإسرائيلية بعد مذبحة ميونخ فى أوليمبياد 1972، ويغطى الفيلم أحداث قبل وأثناء حرب أكتوبر، وذُكرت الحرب كخلفية تُظهر هشاشة الأمن الإسرائيلى، لكنها لم تُعرض كإنجاز عربى ولا كحدث محورى فى حد ذاته.
فى أحد المشاهد، يجلس أعضاء فرقة الاغتيال فى شقة ويتحدثون عن الهوية اليهودية والخوف من فقدان الأرض والكيان.
يطرح أحدهم فكرة أن «الردع وحده لا يكفى» وأن «عدونا لن يختفى، بل سيتعلم كيف يُهاجمنا بطريقة مختلفة».
هذا النقاش يعكس مخاوف إسرائيل فى تلك الفترة، خاصة أن حرب أكتوبر جاءت لتُظهر أن «الردع الإسرائيلى» بعد 67 لم يعد فعالًا، وأن العرب قادرون على المبادرة.
فى أحد المشاهد الأخرى، يلتقى «أفنر» سرا مع رجل فلسطينى يُمثل الجبهة المقابلة (غالبًا من الجبهة الشعبية)، الفلسطينى يتحدث بثقة عن «زوال إسرائيل» ويُشير إلى أن الزمن فى صالح القضية العربية، تعكس هذه الثقة الجو السائد فى بعض الدوائر الفلسطينية والعربية قبل وأثناء التحضير لحرب أكتوبر، حيث كان هناك شعور بإمكانية الرد على هزيمة 1967. لا يوجد مشهد مباشر يعرض حرب أكتوبر أو يشير إليها بالاسم. لكن السياق الزمنى للفيلم (1972–1973)، والتحولات النفسية والسياسية التى يمر بها الموساد وإسرائيل، توحى بأن حربًا كبرى على الأبواب. فيلم ميونخ يُعد أقرب تصوير سينمائى غربى للجو النفسى والسياسى الذى سبق حرب أكتوبر، لا الحرب نفسها.
«غارة عنتيبى»
إعادة بناء صورة إسرائيل
تناول الفيلم الأمريكى «غارة عنتيبى» Raid on Entebbe 1976 عملية تحرير الرهائن فى أوغندا، لكنه قُدم بعد ثلاث سنوات فقط من حرب أكتوبر. مثّل محاولة أمريكية لتثبيت صورة الجيش الإسرائيلى كقوة لا تقهر، فى مواجهة «الإرهاب العربى»، وكأن الفيلم جاء ليعيد الاعتبار لإسرائيل ويعيد بناء الثقة بعد الهزة الكبرى التى أحدثها انتصار أكتوبر.
غارة عنتيبى لا يشير إلى حرب أكتوبر مباشرة، لكنه جزء من الخطاب السينمائى الغربى الذى حاول إعادة تصوير إسرائيل كقوة ذكية ومقدامة بعد الصدمة التى سببتها حرب 1973.
فى مشهد تدريب وحدة الكوماندوز، تظهر لقطات للجنود الإسرائيليين يتدربون على محاكاة المطار. الضباط يتحدثون عن عنصر المفاجأة وضرورة «استعادة الردع». وكأن الفيلم يُحاول تقديم «عنتيبى» كاستعادة لهيبة الجيش الإسرائيلى التى فقدت فى 1973، خاصة بعد المفاجأة المصرية - السورية.
وفى مشهد حوار بين العسكريين يقول أحد القادة العسكريين:
«نحن بحاجة إلى انتصار... العالم يراقب. إذا فشلنا، سينهار كل شىء».
واضح أن هذا الانتصار رمزى لإعادة الثقة، وكأن الفيلم يعالج أزمة ما بعد أكتوبر ويُقدّم هذه العملية على أنها «رد اعتبار».
الفيلم يعمل كدعاية غير مباشرة لإعادة تأهيل صورة الجيش الإسرائيلى بعد حرب أكتوبر، دون ذكرها.
حرب 1973 موجودة كـ«شبح» فى الخلفية: لم تُذكر صراحة، لكنها حاضرة فى كل قرار، وكل ارتباك، وكل حاجة لإثبات القوة.
«سادات»
أكتوبر كـ«انتصار تكتيكى وسياسى»
فيما تناول الفيلم التليفزيونى الأمريكى سادات – «Sadat 1991» إنتاج شبكة CBS (عرض على جزئين) الحرب بشكل واضح ومباشر، واعتبرها نقطة مفصلية فى مسيرة السادات السياسية والعسكرية. ومن أهم المشاهد مشهد قرار الحرب، حيث يظهر السادات وهو يُخطط للحرب مع القادة العسكريين.
وهنا يؤكد على عنصر المفاجأة والتنسيق مع سوريا. يؤكد السادات فى حواره أنه لا يسعى للدمار، بل لاسترداد الكرامة والسيادة. الفيلم يُظهر السادات كقائد حازم، يتخذ قرارات محسوبة، ويكسر الصورة النمطية «العاطفية» للقادة العرب. المشهد الآخر يصور فيلم العبور المصرى لقناة السويس، وتدمير خط بارليف. يُظهر الجنود وهم يندفعون بروح قتالية عالية، يُبرز عنصر المفاجأة الذى أربك إسرائيل. يُظهر الفيلم هذا الحدث كنقطة فارقة أعادت لمصر هيبتها العسكرية، ويُقدّم السادات كمن خطط لها ببراعة. وفى مشاهد الخطاب بعد الحرب يظهر السادات وهو يتحدث أمام البرلمان المصرى، ويتحدث عن السلام بصفته «هدفا نهائيا»، ليربط الفيلم بين النصر العسكرى وقرار السادات بعد ذلك بالذهاب إلى الكنيست. حيث يُروج الفيلم لفكرة أن السادات استخدم النصر كأداة للوصول إلى السلام، ويُصوّر ذلك بأنه رؤية استثنائية. رغم أن الحرب تُعرض بوضوح، إلا أن التركيز أكبر على شخصية السادات كرجل دولة، أكثر من إظهار التفاصيل العسكرية الكاملة. وهنا يمكن أن نقف عند بعض النقاط: الفيلم به تبسيط لبعض الأحداث، وتضخيم لدور السادات الفردى. يقدم السادات كبطل «معتدل»، عكس القادة العرب الآخرين. يتم التعامل مع إسرائيل كقوة كبيرة، لكن فوجئت بذكاء السادات. غياب رواية عربية متكاملة، الفيلم لا يُظهر عمق المعاناة المصرية قبل الحرب، ولا يظهر دور الشعوب. خلاصة القول فيلم «Sadat» الأمريكى تعامل مع حرب أكتوبر كـ«انتصار تكتيكى وسياسى» خطط له السادات بذكاء، وجعله نقطة انطلاق نحو السلام مع إسرائيل. لم يُظهر الفيلم الجبهة السورية أو المعارك بتفاصيل دقيقة، بل ركز على «قيادة السادات وحده» للقرار.
«الأعمال الوثائقية»
بين التوازن والهيمنة الغربية
من بين الأفلام الوثائقية «حرب الخمسين عامًا: إسرائيل والعرب» إنتاج بى بى سى، تميز هذا العمل بقدر من التوازن مقارنة بالأفلام الروائية. فقدّم شهادات من قادة عرب وإسرائيليين وأمريكيين وروس، واعترف بالمفاجأة التى أحدثها العبور المصرى وبالهجوم السورى المباغت. لكنه مع ذلك ركّز على الدور الأمريكى فى إدارة الحرب، واعتبر أكتوبر مدخلًا لإعادة رسم التوازنات الدولية أكثر من كونه نصرًا عربيًا مكتمل الأركان.
«حرب الخمسين عاما»
رؤية متعددة الأصوات لحرب أكتوبر
على خلاف الأفلام الروائية التى تناولت حرب أكتوبر من منظور إسرائيلى بحت، قدّم الوثائقى البريطانى The 50 Years War: Israel and the Arabs 1998 حرب الخمسين عاما: إسرائيل والعرب، معالجة أكثر اتزانًا. فالفيلم الذى استعرض نصف قرن من الصراع العربى الإسرائيلى أفرد مساحة مهمة لحرب أكتوبر باعتبارها لحظة فارقة غيّرت معادلة القوة فى المنطقة. تميّز العمل بعرض شهادات مباشرة من قادة عسكريين وسياسيين من الجانبين: إسرائيليين، مصريين، سوريين، إضافة إلى أصوات أمريكية وروسية. أظهر الوثائقى المفاجأة الإسرائيلية الكبرى فى السادس من أكتوبر، واعترف بجرأة العبور المصرى لكنه فى الوقت نفسه ركّز على الدور الأمريكى عبر هنرى كيسنجر فى إدارة المفاوضات، وكأن الحرب كانت مدخلًا لإعادة تشكيل الشرق الأوسط سياسيًا أكثر من كونها نصرًا عسكريًا عربيًا خالصًا. يمكن القول إن الفيلم قدم رؤية أكثر توازنًا مقارنة بالأفلام الروائية، لكنه ظل أسير النظرة الغربية التى ترى حرب أكتوبر أساسًا كأزمة إسرائيلية قادت إلى سلام، وليست كانتصار عربى تاريخى أعاد الثقة والكرامة للأمة. وهناك وثائقيات أمريكية أخرى غالبًا ما قدمت الحرب فى سياق «الخطر الوجودى» على إسرائيل، أو كأزمة استدعت تدخل هنرى كيسنجر لإعادة صياغة المشهد السياسى. الجانب العربى العسكرى ظل فى هذه الوثائقيات خلفية مهمشة، بينما الهيمنة كانت للخطاب الغربى، وأيضا هناك مسلسل «وادى الدموع» الذى تعامل مع مشاعر إسرائيلية فقط.
0 تعليق