عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في - ترند نيوز نقدم لكم اليوم من عمّان إلى نوبل.. عمر ياجي رائد الكيمياء الذي حوّل الهواء إلى مصدر للماء - ترند نيوز
أسامة زكريا
نشر في: الأربعاء 8 أكتوبر 2025 - 6:26 م | آخر تحديث: الأربعاء 8 أكتوبر 2025 - 6:26 م
من بيت صغير في عمّان إلى أروقة الأكاديمية السويدية، قطع العالِم عمر محمد ياجي، الأردني الأمريكي من أصل فلسطيني، رحلة علمية استثنائية توّجتها جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، عن إسهاماته في تطوير «الأطر المعدنية العضوية» (MOFs) التي غيّرت فهم العلماء لكيفية تخزين الغازات وحصد المياه من الهواء.
- من طفولة متواضعة إلى أرفع الجوائز العلمية
وُلد عمر ياجي في عمّان عام 1965، في أسرة فلسطينية نزحت من يافا إلى الأردن عام 1948، وكان السادس بين 10 أبناء. نشأ في بيت بسيط بلا كهرباء، والمياه لم تكن تصل سوى لبضع ساعات أسبوعيًا.
في سن الـ15، أرسله والده إلى الولايات المتحدة ليلتحق بشقيقه الأكبر، رغم أنه لم يكن يتقن الإنجليزية. هناك، بدأ رحلته الأكاديمية التي ستقوده إلى قمة العلم.
حصل ياجي على الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990، وعمل في جامعة هارفارد باحثًا بعد الدكتوراه، ثم التحق بالتدريس في جامعات أريزونا وميشيجان وكاليفورنيا – لوس أنجلوس، قبل أن يستقر أستاذًا للكيمياء في جامعة كاليفورنيا – بيركلي، ويحمل لقب أستاذ كرسي جيمس ونيلتجي تريتر.
كما يشغل عضوية الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والأكاديمية الألمانية ليوبولدينا، وهو أيضًا باحث زائر في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، ويحمل الجنسية السعودية منذ عام 2021.
- الكيمياء الشبكية: بناء الجزيئات كما تُبنى المدن
أسس ياجي مجال "الكيمياء الشبكية" (Reticular Chemistry)، وهو منهج لتصميم مواد بلورية بمسام دقيقة تُستخدم في تخزين الغازات وتنقية المياه والتقاط ثاني أكسيد الكربون.
ويُعد هذا الأساس الذي انطلقت منه “الأطر المعدنية العضوية” (MOFs)، الهياكل التي تجمع بين الأيونات المعدنية والروابط العضوية لتكوين شبكات متناهية الدقة تُستخدم في تطبيقات بيئية وصناعية متقدمة.
- من المختبر إلى الهواء
قاد ياجي تجربة رائدة لتصميم جهاز يعتمد على هذه المواد لاستخراج المياه من الهواء، بالتعاون مع المهندسة إيفلين وانج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
يستخدم الجهاز بلورات “MOF-801” القائمة على عنصر الزركونيوم لامتصاص بخار الماء ليلًا، ثم إطلاقه نهارًا عند التعرض لأشعة الشمس، ليُكثَّف في صورة ماء نقي.
عام 2017، تمكن الفريق من جمع الماء حتى في ظروف لا تتجاوز فيها الرطوبة 20%، وهو ما جعل من ابتكار ياجي خطوة حقيقية نحو حل أزمة المياه في المناطق الجافة.
- تتويج مسيرة علمية
تقاسم ياجي جائزة نوبل هذا العام مع الياباني سوسومو كيتاجاوا والبريطاني ريتشارد روبسون، “تقديرًا لمساهماتهم في تطوير الهياكل الفلزية العضوية واستخدامها في تصميم مواد جديدة”، بحسب بيان لجنة نوبل.
سبق لياجي أن حاز جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم (2015)، وجائزة كافلي في الكيمياء (2018)، وجائزة مصطفى في تقنية وعلوم النانو، وجائزة أينشتاين العالمية للعلوم، وجائزة نوابغ العرب (2024)، إضافة إلى عشرات الجوائز الدولية من جمعيات علمية مرموقة.
- إرث عربي بلغة العلم
يُنظر إلى فوز عمر ياجي على أنه لحظة استثنائية في التاريخ العلمي العربي، تؤكد قدرة العقول العربية على الإسهام في مسار التقدم العلمي العالمي.
ورغم مسيرته الدولية الممتدة، ما زال ياجي يحتفظ بعلاقته الوثيقة بجذوره الأولى، مؤمنًا بأن “العلم لا وطن له، لكن العلماء يحملون أوطانهم في قلوبهم”.
0 تعليق