12:10 م - الإثنين 6 أكتوبر 2025

شهدت أسواق المعادن النفيسة اليوم ارتفاعًا قياسيًا في أسعار الذهب، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 3900 دولار للمرة الأولى في التاريخ، مدفوعًا بحالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة وتزايد التوقعات باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

تفاصيل الأداء السعري:

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3900.40 دولار للأونصة في بداية تعاملات اليوم الاثنين، بعد أن لامس مستوى 3919.59 دولار في وقت سابق من الجلسة، وهو الأعلى على الإطلاق. كما صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% لتسجل 3926.80 دولار للأونصة، ما يعكس استمرار الاتجاه الصعودي القوي للمعدن الأصفر.

العوامل الدافعة للارتفاع:

تزايد المخاوف السياسية في الولايات المتحدة: جاءت القفزة في أسعار الذهب على خلفية حالة الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية، ما رفع من الطلب على الملاذات الآمنة تحسبًا لتداعيات اقتصادية أوسع.

توقعات خفض الفائدة الأميركية: تشير التقديرات إلى احتمال كبير بأن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعي أكتوبر وديسمبر، بنسبة احتمالات 95% و83% على التوالي، وهو ما يعزز من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا.

الضغوط الاقتصادية المتزايدة: تراجع عوائد السندات الأميركية وتنامي المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي ساهما في توجيه المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

أداء الذهب خلال العام:

سجل المعدن الأصفر ارتفاعًا قويًا بنسبة 49% منذ بداية عام 2025، بعد مكاسب بلغت 27% في عام 2024، مدعومًا بعمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية وزيادة الإقبال على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs)، إلى جانب ضعف الدولار وتزايد توجه المستثمرين نحو التحوط من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.

الطلب العالمي:

• الهند: شهد الطلب على الذهب ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي رغم المستويات القياسية للأسعار، مدفوعًا بموسم المهرجانات الذي يعزز عادة من مبيعات الذهب في ثاني أكبر مستهلك عالمي للمعدن.
• الصين: أغلقت الأسواق الصينية اليوم بسبب عطلة رسمية، ما حدّ من النشاط الآسيوي في بداية الأسبوع.

أداء المعادن النفيسة الأخرى:

• استقرت الفضة عند 47.98 دولار للأونصة.
• ارتفع البلاتين بنسبة 0.5% ليسجل 1613.15 دولارًا.
• صعد البلاديوم بنسبة 0.2% ليبلغ 1263 دولارًا للأونصة.

يمر سوق الذهب بمرحلة زخم تصاعدي استثنائي، مدفوعًا بالتقلبات السياسية في الولايات المتحدة، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة، ما يعزز من مكانة المعدن الأصفر كأحد أهم أدوات التحوط في ظل اضطراب الأسواق المالية. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار، يُرجّح أن يبقى الذهب في مسار صاعد على المدى القصير، مع إمكانية تسجيل مستويات تاريخية جديدة إذا استمر الاتجاه العالمي نحو السياسات النقدية التيسيرية.